الثورة أون لاين- فاتن حسن عادله:
في سابقة تاريخية تشهدها أميركا، ثمة ساعات قليلة سيواجه فيها الرئيس الأميركي المنتهية ولايته دونالد ترامب غداً الاثنين آلية عزل هي الثانية في ولايته، فهل يستطيع “الديمقراطيون” عزله وإقصاءه عما تبقى له من أيام معدودة في البيت الأبيض، على خلفية هجوم أنصاره على مبنى الكونغرس الأربعاء الماضي، إضافة لتداعيات سابقة وتجاوزاته للقوانين لأجل مصلحته الشخصية؟.
ومع هذه الساعات الفاصلة يبدو أن الديمقراطيين يعملون لأجل ذلك مستغلين الوقت تحسباً لـ”جنون ترامب” الذي أحدث فوضى عارمة وأسقط دماءً وأرواحاً ربما لم يتخيلها الأميركيون يوماً،و لم يستبعد نائب الرئيس الأميركي مايك بنس استخدام التعديل رقم 25 من الدستور لعزل ترامب من السلطة، قبل 20 من الشهر الجاري، تاريخ تسلم الرئيس المنتخب جو بايدن السلطة.
ومن وسائل الإعلام الأميركية التي تتابع الأحداث بكل تفاصيلها، نقلت قناة “سي إن إن” عن مصدر مقرب من بنس أن الأخير يحتفظ بهذا الخيار في حال أصبح ترامب “أكثر اضطرابا”، ووفقاً له أصبح من الواضح هذا الأسبوع أنه ينبغي الاحتفاظ بهذا الخيار كأمر ممكن، ما يؤكد مساعي الديمقراطيين القوية لعزله، وهو ما طلبته رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي من زملائها في المجلس بالاستعداد للعودة إلى واشنطن هذا الأسبوع.
جاء ذلك في رسالة إلى الأعضاء الديمقراطيين، نشرت أمس قالت فيها: “سنواصل الاجتماعات مع الأعضاء وخبراء الدستور وغيرهم”، بعد أن تلقت تعليقات حول كيفية الرد على أعمال شغب يوم الأربعاء، مضيفة: “أحثكم على أن تكونوا على استعداد للعودة إلى واشنطن هذا الأسبوع”، مذكرة بأن النواب أقسموا اليمين للدفاع عن الديمقراطية.
كما كتبت: “لهذا السبب، من الضروري للغاية محاسبة أولئك الذين ارتكبوا الاعتداء على ديمقراطيتنا.. يجب أن يكون هناك اعتراف بأن هذا التدنيس كان بتحريض من الرئيس”، لتختم: “مما سمعته من الأعضاء والجمهور، من الواضح مرة أخرى أن مهمتنا إنقاذ ديمقراطيتنا”.
رسالة بيلوسي هذه تأتي، وسط مناقشات تدور حول محاولة عزله بسبب دوره في تحريض أنصاره، لاقتحام الكونغرس وإحداث فوضى كبيرة.
والتعديل 25 تم تبنيه بعد اغتيال الرئيس جون كينيدي عام 1963م، ويهدف إلى حل المواقف التي يمنع فيها المرض أو الوفاة الرئيس من أداء واجباته، أو الاستقالة.
من جهة ثانية فإن بنس يعتزم حضور مراسم تنصيب بايدن، على ما أفادت عدة وسائل إعلام أمس، خلافاً لترامب الذي سيغيب عنها.
وشهدت العلاقات بين بنس وترامب تدهورا كبيرا منذ أن صادق نائب الرئيس الخميس على فوز بايدن في انتخابات تشرين الثاني الماضي خلال دورة استثنائية عقدها الكونغرس بمجلسيه خلال الليل بعد يوم شهد أعمال عنف غير مسبوقة في واشنطن.
وفيما أعلن بايدن الجمعة الماضية أن بنس “مرحب به” في حفل أداء اليمين الدستورية، اعتبر أنه من “الجيد” إعلان ترامب عدم حضوره المراسم في تغريدة أخيرة قبل أن يغلق موقع تويتر حسابه، ومن المقرر أن تكون المراسم محدودة بسبب تفشي وباء كوفيد-19.