مستشفى المواساة الجامعي.. خطوات غير مسبوقة.. 90 عملية زرع كلية مجانية وافتتاح بنك الجلد ووحدة الثدي في فترة وجيزة
الثورة أون لاين – ميساء الجردي:
في إطار المواكبة بين عملية تأدية الخدمات الطبية والأكاديمية وبين المشاريع التطويرية والحفاظ على تأدية الخدمة كما يجب بكل الفروع التخصصية التي يعالج فيها مستشفى المواساة الجامعي والبالغة 35 شعبة تخصصية، هناك خطوات غير مسبوقة يشهد لها في المستشفى، إضافة إلى التصدي لموضوع كورونا وفق ما أكده الدكتور عصام زكريا الأمين مدير عام المشفى مبيناً الخدمات الكبيرة التي قدمتها المواساة ابتداء من شهر آذار وحتى الآن في التصدي للوباء سواء خلال الذروة الأولى التي كانت خلال شهري تموز وآب وحتى خلال الذروة الثانية التي كانت خلال شهري تشرين الثاني وكانون الأول، حيث يتم استقبال الحالات في غرف عزل مخصصة لمقاربة أوضاع الحالات وإجراء عينات مركزة لهم.
وأوضح الأمين: أنه ورغم هذه الظروف الصعبة من الحرب والحصار الاقتصادي الجائر على البلد، وجائحة كورونا إلا أن المشفى حافظت على تأدية الخدمات بكل مفاصلها وبنفس الوقت استمر العمل بالمشاريع التطويرية حيث كان لهم السبق في أن يكون مستشفى المواساة الجامعي، الأول في سورية الذي أجرى عدداً كبيراً من عمليات زرع الكلية بالمجان والتي بلغ عددها 90 عملية زرع كلية خلال عام 2020، وبذلك يعد المواساة الجامعي الأول في هذا النوع من العمليات مقارنة مع المستشفى التخصصي لزرع الكلية والذي أجرى 48 حالة، ومستشفى الأسد الجامعي الذي أقام 42 حالة للعام نفسه، لافتاً إلى أهمية ما تقدمه الدولة السورية للمرضى رغم هذه الظروف الصعبة في العلاج المجاني وخاصة زرع الكلى الذي يكلف خارج سورية مئات الآلاف من الدولارات بينما تقدمه مستشفياتنا بشكل مجاني بكل تكاليفه الجراحية والعلاجية.
وتحدث مدير المستشفى حول المشاريع التطويرية المستمرة خلال عام 2021 ومنها الاستمرار في إعادة تأهيل قسم الإسعاف بعد أن تم الانتهاء من تدشين قسم الإذنية في الأسابيع الماضية الذي تم إعادة تأهيله بتكلفة تزيد على 140 مليون ليرة سورية، وإعادة تأهيل المدرج التعليمي وتأهيل الطابق الرابع في قسم الإسعاف المتضمن 80 سريراً، مع الاستمرار في عمليات تأهيل المجمع الإسعافي الذي أنجز فيه قسم لا بأس به، جاء نتيجة لترشيد الميزانية بحيث يبقى العمل موجوداً.
وأوضح الدكتور الأمين في لقاء مع الثورة اون لاين أنه منذ أيام تم افتتاح بنك الجلد وهي خطوة غير مسبوقة في المستشفيات السورية وهو مخصص لتقديم العلاج لمرضى الحروق الذين لديهم ضياعات جلدية كبيرة بنسب عالية من الحروق كدرجة ثانية وثالثة، بحيث يتم استخدام الجلد الزائد عن بعض العمليات الجراحية في علاج هذه الحروق بدلاً من رميه واتلافه، وعليه تتم الاستفادة منه في شفاء هؤلاء المرضى الذين لديهم ضياعات مادية كبيرة بسبب الحروق بدلاً من رميه، وهو إجراء يوفر أموالاً كبيرة كانت تدفع ثمناً لأدوية بيولوجية غالية الثمن وغير متوافرة في سورية إضافة إلى كونه يعطي نتائج أفضل في العلاج.
وأشار الأمين إلى أنه وبالتزامن مع الشهر العالمي للتوعية بسرطان الثدي تم افتتاح الوحدة التخصصية بأمراض الثدي في خطوة هي الأولى من نوعها على مستوى المستشفيات السورية من أجل الإسهام في تدبير أورام الثدي ومقاربتها وفق الأصول العلمية والأكاديمية المتعارف عليها عالمياً، وهي مخصصة لتقديم الخدمات الطبية والاستشارية مجاناً لمريضات أورام الثدي عبر فريق طبي أكاديمي مؤلف من اختصاصيين في الجراحة العامة والأورام والأشعة والمعالجة النفسية والتجميل بحيث يتم تشخيص المرض عند السيدة ووضع البروتوكول المناسب لعلاجها والإجراءات المتعلقة بذلك كافة وفق حالة المريضة، أي وضع خطة صحية واضحة للمريضة تتابع من خلالها مسيرة العلاج .
وبخصوص كورونا بين مدير المستشفى أنهم حتى الآن يستقبلون حالات كورونا وقد استقبل المشفى خلال الشهر 12 من عام 2020 أكثر من 350 حالة مشتبهة كان منها 120 حالة إيجابية ولكن هناك نسبة شفاء عالية جداً، حيث يستقبل المستشفى حالات مشتبهة لمن يرون لديهم علامات تدل على الإصابة ويتم التعامل مع المريض وفقاً للبرتوكول المطبق في المستشفيات عامة، وهناك نسبة وفيات قليلة وهي مشابهة للنسب العالمية، مبيناً أن ذلك لم يؤثر في خدمات المستشفى فلم تتوقف العمليات الإسعافية وشبه الإسعافية والأورام طوال فترة كورونا، وما حدث هو ترشيد للعمليات الباردة جداً مثل تجميل الأنف وشد البطن ولكن باقي العمليات مستمرة وقد تم إجراء آلاف العمليات.
وختم الدكتور الأمين حديثه بالتوجه بكل الحب والتقدير للجيش الأبيض الذي قدم ويقدم الكثير من الضحايا خلال تصديهم للوباء، الذين عملوا بالقسم الذي قطعوه على أنفسهم رغم الظروف والخوف من الإصابة بالعدوى فكانوا الخط الأول في مواجهة الجائحة.