الثورة أون لاين- حسين صقر:
ما أذكره عندما كنا ليس في الصفوف الإعدادية والثانوية وحسب ، بل في الابتدائية أيضاً أن المعلم كان يكلفنا بقراءة الكتب والروايات والقصص ، ثم تلخيصها وقراءتها أمام التلاميذ ، وهو ما أدى لإثراء معلوماتنا وزيادة مخزوننا الثقافي ، وساهم أيضاً بحفظ الكثير من الأبيات الشعرية ، والعديد من محتويات تلك الروايات والكتب ، وذلك كله يتم عن طريق مكتبة المدرسة التي كانت وسيطاً بيننا ، من خلال تشجيع المعلم بأن قراءة الكتب ومطالعتها تفتح لنا أفقاً ثقافياً وعلمياً لتنمية المهارات والخبرات والمعارف .
إذا فالمكتبة المدرسية هي إحدى الطرق المهمة المؤدية للمعرفة ، و التي توفر مساحات واسعة لتبادل الآراء والأفكار وخلق جو من الحوار ، و يأتي لها الطلاب بهدف التعلم والوصول للمصادر والمعارف المختلفة ، وترحب بالطلاب وتدعم نموهم وتعلمهم ، وتوفر الحواسيب والتكنولوجيا لهم ، والمعلومات الصحيحة ، والنشاطات التعليمية الممتعة، بالإضافة إلى توفيرها ملاذاً آمناً لهم للتفكير والتشاركية .
“الثورة” التقت بعض الطلاب من مراحل مختلفة واستمتعت إلى آرائهم في هذا الخصوص .
وقال الطالب سعد المحمد ثالث ثانوي علمي : أنه مع كل أسف يسرق الهاتف النقال الوقت بشكل كامل ، حتى إنه يؤثر على قراءة الدروس و متابعة الوظائف ، حيث لايدرك السواد الأعظم منا كطلاب أن اللجوء إلى الكتاب و المكتبة يشجعان على إفادتنا بالخبرات ، وعدم الاكتفاء بما يقوله المدرس في المقرر الدراسي ، وأن ما يتم قراءته يفتح المجال للنقاش والحوار في مواضيع عدة قد تكون أدبية واقتصادية واجتماعية وشعرية وسياسية وفنية وغير ذلك .
بدورها قالت الطالبة روعة معروف : إن المكتبة المدرسية تجعل من الطلاب قراء جيدين ومتعلمين لمدى الحياة ، ما يمكنهم جمع وتقييم واستخدام المعلومات لإنشاء معرفة جديدة .
وفي هذا الإطار قال المدرس حسن جادالله : إن وجود المكتبات في المدارس يشجع التلميذ أو الطالب على القراءة والاستطلاع ، وكذلك يزيد من قدرته على الفهم والتلخيص ، و تحفزه أيضا على البحث والتقصي ومتابعة كل ماهو جديد ، وتوفر على الطالب الأعباء المادية ، لأن الكثير من الطلاب لا يستطيع شراء الكتب المطلوبة لإثراء معلوماته ، كما أنها تسبب بانتشار روح التعاون والمشاركة والعمل الجماعي .
كما تفيد المكتبة المدرسية جميع الموجودين في المدرسة من المعلمين والطلبة باكتساب المهارات الجديدة والخبرات المكتبية ، واستغلال الوقت الضائع في شيء نافع .
* ارتفاع المستوى الثقافي
بدورها قالت ثريا سلامة أمينة مكتبة مدرسة الشهيد عماد حمزة : إن المكتبة تساعد على القيام بأعمال مشتركة مثل تحضير بعض الأبحاث ، أو إنشاء مجلة الحائط .
مبينة أنه من الضروري ملء المكتبة بجميع الكتب التي ترفد وتتقاطع مع المنهاج الدراسي وتضيف عليه ، كي تبقى كما يعرفها الجميع عبارة عن بحر من العلم داخل أسوار المدرسة .
وأوضحت سلامة يعد أمناء المكتبات أكثر من مجرد حافظين لمعلوماتها ، بل يمكنهم المساعدة باختيار وتقديم الكتب للطالب ، ويمكنهم في وقتنا الحاضر مساعدتهم في استخدام الإنترنت والدخول إلى مواقع ثقافية ، وإيجاد مكان هادئ للدراسة ، وتشجعهم على القراءة عن خلال إعطائهم كتب قد تثير اهتماماتهم وتجعلهم يقرؤون أكثر مما يخلق منهم طلاباً أفضل .
كما على أمناء المكتبات أن يعلموا المهارات التي يحتاجها الطلاب ، وهذا يجعلهم بوابات للمعلومات المهمة ، و مساعدة الطلاب في الوصول إلى اهتماماتهم و وهواياتهم .
كما تتمثل أهمية المكتبة بالنسبة للمعلمين في توفير أساليب التعلم والتعليم المختلفة من خلال الوصول إلى مجموعة واسعة من مصادر المناهج الدراسية والرقمية ، والطباعة ، والصوت والفيديو ، كما أنها تزود المعلمين بالوصول إلى معلومات مرتبطة بالمناهج ومواد التطوير المهني لديهم داخل وخارج المدرسة ، بالإضافة إلى إعطائهم فرصاً للتخطيط والتنفيذ وتقييم برامج التعلم ، وهذا كله من أجل تطوير مساحات التعلم المادية والمحفزة والرقمية المرنة