وهم الديمقراطية يسقط على أعتاب الكونغرس

اتسمت الانتخابات الرئاسية الأميركية لاختيار الرئيس الـ 46 بالجدل والتشكيك قبل أن تبدأ، فمع بدء الحملات الانتخابية للمرشحين (الرئيس الحالي دونالد ترامب والفائز بالانتخابات جو بايدن) بدأ ترامب يطلق النار على النظام الانتخابي الأميركي الذي أوصله قبل 4 سنوات إلى سدة الرئاسة في البيت الأبيض.
هل كان تصويب ترامب المبكر على الانتخابات بريئاً أم أنه كان يعلم نتيجتها قبل أن تبدأ؟ ثم كيف لرئيس أميركي كان يدعي لوقت قريب أن بلاده تمتلك النموذج الأفضل للديمقراطيات في العالم، أن يقول عن الانتخابات أنها (من الأكثر فساداً) في تاريخ الولايات المتحدة، وأنه تمت سرقة الانتخابات وتم تزويرها؟ وهل تختلف هذه الانتخابات عن تلك التي أوصلته إلى كرسي الرئاسة؟.
لا شك أن عمليات التشكيك بنزاهة الانتخابات والاتهامات بتزويرها تنبع من مصالح شخصية للرئيس ترامب وترتبط بالتزاماته للشركات التي دعمته أكثر من ارتباطها بمصالح الشعب الأميركي، بل وقد تعود أيضاً إلى معرفته بحقيقة ما يجري داخل النظام الأميركي وحقيقة تحكم الشركات الكبرى واللوبيات بمن يصل إلى البيت الأبيض ووفق أي مصالح.
فالمصالح بالنسبة للولايات المتحدة الأميركية بشكل عام ولمسؤوليها بشكل خاص هي فوق أي اعتبار، وهذا ما حاول الرئيس ترامب قوله من خلال عدم اعترافه بشرعية الانتخابات التي فاز فيها منافسه جو بايدن .. وهذه حقيقة السياسة الأميركية حول العالم، فكل ما يناقض المصالح الأميركية غير شرعي، وكل من يخالف السياسة الأميركية إرهابي وداعم للإرهاب، وكل ما تقوم به الولايات المتحدة الأميركية في العالم هو للصالح العام ولخير البشرية حتى ولو كان إلغاء شرعية منظمة الصحة العالمية ومنظمة الأونروا واتفاقية المناخ العالمي أو حتى إلقاء قنبلة نووية على دولة ما.
فعندما يلجأ رئيس أميركي إلى تمزيق النظام الانتخابي في بلاده ويحاول تركيع النظام القضائي والكونغرس من أجل مصالحه الخاصة، ندرك جيداً كيف يمكن لواشنطن أن تتصرف حيال دول العالم التي ترفض السياسات الأميركية وماذا يمكن أن تتصرف أو تستخدم لتركيع هذه الدول.
ما جرى من اقتحام للكونغرس الأميركي من قبل مؤيدي ترامب وبتحريض وإشراف منه لتعطيل جلسة مصادقة الكونغرس على نتيجة الانتخابات هو عينة من السياسات الأميركية حول العالم، ويفسر حقيقة ما تتعرض له سورية من حرب أميركية إرهابية ومن إرهاب اقتصادي يتمثل في حصار تفرضه في الجو والبحر وعلى الأرض لمنع الشعب السوري من الحصول على لقمة عيشه اليومية وعلى دوائه ودفئه، ويكشف حقيقة الدوافع التي تقف وراء السياسة الأميركية هذه التي لا تعرف سوى الهيمنة ومحاولات التركيع للدول والشعوب الأخرى.
لقد انهار وهم الديمقراطية الأميركية على أعتاب الكونغرس ولن يكون بمقدور الإدارات الأميركية بعد اليوم أن تتشدق بالديمقراطية وحقوق الإنسان أو تستخدمها ذريعة للتدخل في الدول الأخرى، فما فعله ترامب وأنصاره ليس إلا تعبيراً حقيقياً وصادقاً عن السياسات التي تنتهجها تلك الإدارة ضد الدول الأخرى.. وعلى العالم ألاّ يبقى صامتاً بعد اليوم، بل أن يقف في وجه الصلف الأميركي والعنجهية المفضوحة ووضع حد للتدخل الأميركي في شؤون الدول الأخرى تحت أي مسمى كان وبالأخص تحت شعار الديمقراطية وحقوق الإنسان.
وعلى دول العالم اليوم أن تبدأ بمحاسبة الرئيس ترامب على جرائمه بحق الدول الأخرى خلال سنواته الأربع في البيت الأبيض كما بدأ الكونغرس البحث في إجراءات عزله وسحب صلاحياته خشية أن يتصرف تصرفاً طائشاً ومجنوناً في آخر أيامه في البيت الأبيض.

إضاءات – عبد الرحيم أحمد

آخر الأخبار
ريال مدريد يفتتح موسمه بفوز صعب  فرق الدفاع المدني تواصل عمليات إزالة الأنقاض في معرة النعمان محافظ إدلب يستقبل السفير الباكستاني لبحث سبل التعاون المشترك ويزوران مدينة سراقب رياض الصيرفي لـ"الثورة": الماكينة الحكومية بدأت بإصدار قراراتها الداعمة للصناعة "نسر حجري أثري" يرى النور بفضل يقظة أهالي منبج صلاح يُهيمن على جوائز الموسم في إنكلترا شفونتيك تستعيد وصافة التصنيف العالمي الأطفال المختفون في سوريا… ملف عدالة مؤجل ومسؤولية دولية ثقيلة مبنى سياحة دمشق معروض للاستثمار السياحي بطابع تراثي  "السياحة": تحديث قطاع الضيافة وإدخاله ضمن المعايير الدولية الرقمية  فلاشينغ ميدوز (2025).. شكل جديد ومواجهات قوية ستراسبورغ الفرنسي يكتب التاريخ اهتمام تركي كبير لتعزيز العلاقات مع سوريا في مختلف المجالات الساحل السوري.. السياحة في عين الاقتصاد والاستثمار مرحلة جامعية جديدة.. قرارات تلامس هموم الطلاب وتفتح أبواب العدالة تسهيلات للعبور إلى بلدهم.. "لا إذن مسبقاً" للسوريين المقيمين في تركيا مرسوم رئاسي يعفي الكهرباء من 21,5 بالمئة من الرسوم ..وزير المالية: خطوة نوعية لتعزيز تنافسية الصناعي... لقاء سوري ـ إسرائيلي في باريس.. اختبار أول لمسار علني جديد تركيب وصيانة مراكز تحويل كهربائية في القنيطرة زيارة وفد الكونغرس الأميركي إلى دمشق… تحول لافت في مقاربة واشنطن للملف السوري