من يتابع الأحداث في الجزيرة السورية خلال الأيام الماضية يشاهد بالأدلة والوثائق والبراهين والفيديوهات كيف يسعّر الاحتلال الأميركي ومرتزقته من تنظيم “قسد” الانفصالي جرائمهم بحق أهلنا هناك، لتحقيق الغايات والأجندات الانفصالية المشبوهة، وتهجير السكان، وهي الأجندات التي عجزوا عن تنفيذها خلال سنوات عشر رغم كل الإرهاب والسرقات والتدمير الممنهج للأرض والمؤسسات والبشر.
ففيما نقرأ يومياً عن قيام قوات الغزو الأميركي بعمليات السرقة للثروات والمحاصيل السورية، وإخراج أرتال من الآليات المحملة بالحبوب والصهاريج المليئة بالنفط إلى شمال العراق، نرى عملاء الاحتلال من مجموعات “قسد” وهم يمارسون الترهيب والبلطجة بحق أهلنا لإرغامهم على ترك قراهم ومدنهم وتهجيرهم لإحداث التغيير الديمغرافي الذي يخدم أجنداتهم الانفصالية.
فهذه الميليشيا الانفصالية، وبضوء أخضر من المحتل الأميركي، تواصل حصار المدنيين الأبرياء، وتمنع إدخال الخبز والمواد الغذائية إلى أحيائهم، وتقطع المياه عنهم، وتستهدف البنية التحتية والمرافق الخدمية في مناطقهم، ولاسيما محطات المياه والكهرباء، وتحرمهم من أبسط حقوقهم.
لكن المفارقة الصارخة في كل ما يجري ضد أهلنا في الجزيرة السورية على أيدي المحتلين والغزاة وإرهابييهم أن جرائمهم الموصوفة هذه لا تراها المنظمات الحقوقية الدولية، ولا يستنفر مجلس حقوق الإنسان ويعقد جلساته من أجل مناقشتها وإدانتها كما يفعل في قضايا أخرى عندما تطلب منه واشنطن القيام بالمهمة، ولا يقيم مجلس الأمن الدولي الدنيا ويتحدث في بيان أو قرار عن تهديد أمن الشعوب كما يفعلها حين تطلب منه الجهة الراعية للإرهاب ذلك.
من هنا لا يصاب أحد بالدهشة والذهول من هذه المواقف المخزية من مؤسسات يفترض بها أن تدافع عن حقوق الإنسان، وتحفظ الأمن والسلم الدوليين، فطالما كانت مواقفها هشة ومخجلة، ولم تمارس ضغطاً واحداً على أي طرف يقوم بتلك الجرائم على مدى سنوات الحرب العدوانية على السوريين.
البقعة الساخنة – بقلم مدير التحرير أحمد حمادة