الثورة – نيفين أحمد:
خلال ندوة نظمها مركز السلام والأمن في الشرق الأوسط التابع لمعهد هادسن، شدد سيباستيان غوركا، المدير الأول لمكافحة الإرهاب في مجلس الأمن القومي الأميركي، على أن سوريا تمتلك اليوم فرصة نادرة لإعادة بناء نفسها كدولة فاعلة وشاملة تحتضن جميع مكوناتها الوطنية.
واعتبر غوركا أن قطع طريق الإمداد الإيراني عبر الأراضي السورية يُعد من أبرز الإنجازات الأمنية التي ساهمت في تعزيز الاستقرار الإقليمي، مشيراً إلى أن الرئيس الأميركي دونالد ترمب قدّم عرضاً غير مسبوق للرئيس السوري أحمد الشرع قائلاً: “هذه فرصتك لبناء سوريا” في مبادرة جاءت بدعم مباشر من السعودية وتركيا ومساهمة من قطر واصفاً هذه الخطوة بأنها “الفرصة الأخيرة” لتحقيق التوافق الوطني وبناء دولة قوية رغم التحديات.
وأكد غوركا أن التنوع السوري يجب أن يكون مصدر قوة لا انقسام، محذراً من أن أي توجه نحو الانفصال أو فرض واقع خاص من قبل بعض المكونات كالأكراد أو الدروز قد يؤدي إلى صراعات داخلية، داعياً إلى حوار جامع يضمن التفاهم والتعايش بين جميع الأطياف.
وأضاف: “نعمل عن قرب مع المبعوث باراك لتهيئة الظروف التي تتيح للسوريين من مختلف الخلفيات فرصة اللقاء والتوافق، مشدداً على أهمية تمثيل شامل لجميع المكونات في دمشق بما يضمن الأمن والكرامة للجميع ويعزز دور الدولة في حماية مواطنيها.
كما أشار إلى أهمية الدور الإقليمي في دعم هذا المسار، مؤكداً أن مشاركة أنقرة والرياض والدوحة ضرورية لإنجاح العملية السياسية، ومعبّراً عن ثقته في قدرة السوريين على تجاوز الماضي وبناء مستقبل مشترك.
وفي ختام حديثه شدد غوركا على أن الحل لن يأتي من الخارج بل من إرادة داخلية صادقة، داعياً إلى صيغة تفاهم بين تركيا وإسرائيل حول مستقبل سوريا، ومؤكداً أن تمكين الحكومة السورية من تطوير قدراتها في مكافحة الإرهاب هو خطوة أساسية لمنع تكرار المآسي قائلاً: “نحن نعمل من أجل سوريا آمنة موحدة وقادرة على حماية جميع أبنائها”.