الثورة – زهور رمضان:
في قلب سهل الغاب حيث مرت سنوات من النزوح والتدمير، يمكننا أن نكتب قصصاً من المعاناة بعدما أصبحت البيوت والمنازل أطلالاً، والذكريات مثقلة بالحروب.
أما اليوم تعود الحياة خطوة خطوة بإرادة الخير، بنبض إنساني صادق عشرات العائلات التي تنتظر في الخيام تستلم منازلها المرممة لنبدأ من جديد بكرامة وأمان، فكل حجر أعيد إلى مكانه يحمل رسالة محبة وكل باب يفتح من جديد يحمل وعداً بحياة أفضل فهكذا تبنى الأوطان ويعود الضوء إلى القرى التي أطفأها جحيم الحرب.
ترميم 300 منزل
في منطقة الغاب وبتعاونٍ مثمر مع مدير منطقة الغاب فايز لطوف، وبدعمٍ كريم من أهل الخير في قطر، قامت مؤسسة “قطر الخيرية” وفريق الاستجابة الطارئة بتنفيذ مرحلة تسليم لعشرات المنازل المُرمّمة إلى العديد من الأسر في سهل الغاب بريف محافظة حماه الشمالي في قرية الغمقية في سهل الغاب، وذلك ضمن حملة “بالخير نعمرها”، بدعم من متبرعين قطريين، حيث يهدف المشروع إلى دعم الأسر المتضررة وإعادة الاستقرار إليها من خلال ترميم وتأهيل 300 منزل متضرر كمرحلة أولى من مساكنها الأساسية لإعادة الأمل والاستقرار لعشرات الأسر المتضرّرة وفتح أبواب الحياة لهم من جديد.
انطلاق المشروع
وأوضح مسؤول الإعلام في المنظمة حسين العلي أن المشروع انطلق ضمن حملة “بالخير نعمرها”، التي أُطلقت في ليلة الـ 27 من رمضان، مشيراً إلى أن التسليم جري على دفعات لضمان متابعة الجودة. وبين العلي أن هذه المبادرة تسهم في إعادة استقرار عشرات العائلات النازحة، وتمكينها من العودة إلى مساكن آمنة بعد سنوات من الحرب والمعاناة.
وأكد المسؤول القطري أن هذه المبادرة الخيرية تعد امتداداً لجهود دولة قطر في دعم الأسر المتضررة في شمال سوريا، من خلال إعادة تأهيل المساكن المتضررة وتحسين ظروف المعيشة، بما يسهم في إعادة الاستقرار والأمل للأهالي، ولا سيما أولئك العائدون إلى قراهم بعد سنوات من النزوح.
خطة لترميم 1500 منزل
كما بين أن قطر أطلقت في 27 من رمضان السابق مشروعاً لترميم 1500 منزل في سهل الغاب بالتعاون مع فريق الاستجابة الطارئة على أن يتم في المرحلة الأولى ترميم 300 منها في سهل الغاب في بلدة الغمقية.
بدوره مدير حملة الترميم أكد أنهم سعداء بتواجدهم في الغاب ويعيشون مشاعر الفرح بتدشين المرحلة الأولى التي تهدف لترميم المنازل بالإضافة لترميم المرافق الحيوية من مدارس، ومستوصفات ورياض أطفال لمساعدة الإخوة السوريين في العودة لمنازلهم ومدارسهم بعد سنوات من القهر والذل.
وأضاف: إن بناء كل حجر يوضع اليوم ليس هو إلا بناء كرامة واستقرار وراحة وطمأنينة وهو لبنة في بناء مستقبل أكثر أماناً وكل منزل يعاد ترميمه هو مسافة أمان تستعاد في جو من الحياة والطمأنينة فنحن كنا معكم قلباً وقالباً
وذكر مدير الاستجابة والطوارئ في الغاب أنه وفي ظل الظروف الصعبة فقد سويت مناطق بالأرض وهذا ساهم في الإسراع ببداية المرحلة الأولى بدعم من أهل الخير واستجابة ومتابعة من مديرية الاستجابة والطوارئ، وذكر أن الأضرار متفاوتة منها أضرار جزئية وكلية ومتوسطة، فقد جاءت هذه المبادرة لكي ننسى الألم الذي عشناه والقهر الذي عانينا. وذكر أبو إبراهيم، من أهالي الغمقية، وعبر عن فرحته بالدموع كونه تهجر من منزله في عام 2019 وعاد عام 2025 ليجد منزله مدمراً وبحاجة لترميم فقامت مؤسسة قطر الخيرية بترميم المنزل وإعادة أهليته للسكن.
بدوره محمد عبد الله، الذي وجد منزله مدمراً بالكامل، ينتظر استكمال ترميم منزله المدمر خلال الأيام القادمة واستلامه خلال توزيع الدفعة الثانية ليتمكن من الانتقال للسكن فيه بعد اضطراره للعيش مع أحد أقربائه.
أما أحمد الحسين، الذي تحدث بحرقة قلب: إنه عاجز عن إصلاح وترميم منزله المدمر كلياً لولا مساعدة الإخوة القطريين إذ كان يخطط للبقاء في مخيمات اللجوء، في تركيا أو الانتقال للعيش في مدينة إدلب وريفها لأنه لا يزال عاجزاً عن تحمل تكاليف الترميم والإصلاح.