الثورة أون لاين – دينا الحمد:
على مدى عقد من الحرب الإرهابية التي شنتها منظومة العدوان على سورية كان العدو الإسرائيلي يدخل على خط هذه المنظومة ويشن عدواناته العسكرية المباشرة على مواقعنا العسكرية والمدنية، مرة بعد فشل وكلائهم الإرهابيين بتحقيق أهدافهم الاستعمارية، ومرة من أجل هروب الصهيوني الإرهابي بنيامين نتنياهو رئيس حكومة الاحتلال من أزماته الداخلية، ومرة ثالثة من أجل دعم التنظيمات المتطرفة ولاسيما تنظيمي داعش والنصرة الإرهابيين.
ففي كل مرة يتقدم فيها الجيش العربي السوري ويحرر أراضيه من دنس التنظيمات الإرهابية ويدحرها نجد منظومة العدوان وهي توعز للكيان الإسرائيلي بشن عدوان على سورية كي تعوض هذه المنظومة فشل هذه التنظيمات المأجورة وتحاول الدخول على خط العدوان المباشر.
وفيما يغرق الكيان الإسرائيلي بأزماته الداخلية المتمثلة بقضايا الفساد التي يتزعمها رئيس حكومة الاحتلال نجده أيضاً يحاول الهروب إلى الأمام عبر تنفيذ العدوان المباشر على دول المنطقة لإشغال مستوطنيه بأمنهم المزعوم وشد جبهته الداخلية المنهارة.
أما الهدف الثالث لهذا العدوان السافر فيتمثل بمحاولة إنقاذ ما تبقى من الإرهابيين المدحورين على الأراضي السورية لاستثمارهم لاحقاً في مناطق جديدة من سورية أو حتى نقلهم إلى دول أخرى كما شاهدنا ذلك في ليبيا وناغورني كارباخ.
إذاً هي الأزمات المستعصية في أميركا والكيان الإسرائيلي والتي تدفعها إلى ارتكاب الإرهاب والحماقات والعدوان المباشر، ومحاولة تحقيق انتصارات وهمية تقنع بها جمهورها بأنها على أبواب النصر على خصومها في محور المقاومة أو محور مكافحة الإرهاب على مستوى العالم، أو أنها تحارب الإرهاب المزعوم كي تحقق الأمن المزعوم للمستوطنين في الكيان الغاصب وخداع المواطن الأميركي بنفس الذريعة الكاذبة.
ما حدث من عدوان غادر فجر اليوم على مدينة دير الزور ومنطقة البوكمال بالريف الجنوبي الشرقي للمحافظة يأتي لتحقيق هذه الأهداف، و لا يمكن فصله أيضاً عن مجمل التطورات في المنطقة والتصعيد الأميركي ضد إيران ومحاولة ترامب افتعال أزمة في منطقة الخليج قبل رحيله بأسبوع، وقد شاهدنا حلقاتها المفتعلة عبر مزاعم مايك بومبيو بارتباط طهران بتنظيم القاعدة وتسويقه لوقائع لا أساس لها من الصحة.

التالي