الثورة أون لاين – ريم صالح:
العدوان الإسرائيلي الغاشم على مدينة دير الزور، ومنطقة البوكمال بالريف الجنوبي الشرقي للمحافظة، عمل إرهابي جبان، يضاف إلى سجل هذا الكيان المارق المليء بالمجازر الإرهابية، والجرائم الوحشية، فهذا الكيان لا يستطيع أن يبتعد عن لغة الدم والإجرام والحرب والبارود والنار ولو ليوم واحد، كيف لا وهو كيان غاصب قام على ارتكاب المجازر بحق الشعب الفلسطيني، وسرقة أرضه ونهب ثرواته.
وسائط دفاعنا الجوي تصدت لهذا العدوان السافر، ومنعته من تحقيق أهدافه التخريبية، ولكن يبقى اللافت هنا، هو الموقف الدولي من هذا العدوان وتخاذله أمام المعاناة التي يكابدها السوريون، ومن الحرب الكونية التي تشن عليهم.
ولنا أن نسأل هنا مدعي الإنسانية.. أين أنتم من معاناة السوريين؟!، أين قوانينكم وشرائعكم ودساتيركم؟!، لماذا لا تحاسبون مجرمي الحرب الإسرائيليين؟!، أما مللتم من خداعكم ونفاقكم وتدليسكم؟!، فالعدو الإسرائيلي لم يترك أي وسيلة، أو سيناريو قذر، إلا ولجأ إليه، وكل ذلك في سياق محاولاته العبثية لإنهاك الدولة السورية واستنزافها، بدءاً من دعم الإرهابيين القتلة، وتسليحهم، وتدريبهم، مروراً بمعالجتهم في مشافي الاحتلال، وصولاً إلى شن اعتداءات جوية غادرة على الأراضي السورية لإنقاذهم من ضربات بواسل الجيش العربي السوري الدقيقة والمركزة، والعمل بالتالي لتأمين مخرج لمن حشر من أولئك الإرهابيين المرتزقة في الأوكار والجحور.
ولكن مجرم الحرب الصهيوني، وفي كل اعتداءاته السابقة، وأيضاً الحالية، لم يكن يتصرف بمفرده، وإنما كان دائماً وأبداً ينسق عملياته العدوانية مع عراب الخراب الأمريكي، ويأخذ منه الضوء الأخضر ليمضي في حربه الإرهابية على سورية قدماً.
ما نقوله ليس على سبيل التوقعات، أو التكهنات، وإنما نستند فيه إلى تصريحات رسمية، نشرتها مواقع إعلامية، وتناولها الكثير من المحللين والمتابعين السياسيين.
موقع روسيا اليوم الإخباري، ونقلاً عن ما ذكره مسؤول استخباراتي أمريكي رفيع المستوى لوكالة “أسوشيتد برس”، أشار إلى أن الاعتداءات الإسرائيلية الأخيرة على شرق سورية نفذت بناء على بيانات استخباراتية قدمتها الولايات المتحدة لحكومة العدو الصهيوني، فما الذي نفهمه من ذلك؟!.
وبحسب الوكالة أيضاً فإن وزير خارجية نظام الإرهاب الأمريكي مايك بومبيو بحث العدوان الذي طال محافظة دير الزور مع ما يسمى رئيس جهاز الاستخبارات الإسرائيلي “الموساد” يوسي كوهين، خلال لقاء بينهما في مطعم “كافيه ميلانو” بواشنطن الاثنين الماضي، ألا يؤكد هذا الكلام ما سبق وقلناه بأن كل الاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي السورية، ما كانت لتتم لولا مباركة نظام البلطجة والقتل الأمريكي على ذلك، ولولا التنسيق المشترك الثنائي الأمريكي الإسرائيلي؟!.
يتوهم العدو الصهيوني كثيراً إن ظن أنه باعتداءاته هذه قد يؤخر من عجلة الانتصار السوري، أو يؤجل من معركة تحرير حماة الديار لآخر شبر من التراب السوري من رجس الإرهابيين القتلة، ويخطئ في حساباته كثيراً أيضاً إن ظن أن بمقدوره لي ذراع السوريين، وإجبارهم على القبول بإملاءاته التقسيمية والإذعانية.
الحرب الإرهابية في خواتيمها، وكما انتصر السوريون فيما سبق، سيبقى النصر قدرهم الأبدي، فيما الذل والعار ستكلل جباه المحتل الإسرائيلي والأمريكي، السوريون باقون في أرضهم، ومتمسكون بقيادتهم وجيشهم الباسل، فيما لن يكون هناك مكان لأي معتد أو محتل أو غاز على أراضينا.