الواقع يتحدّث عن نفسه.. حاله حال الأدب عندما يتحدّث عن نفسه من الإنسان وإلى الإنسان…
عندما يرفض الطيار العربي التونسي منعم الطابع قيادة طائرة إلى الكيان الصهيوني فهو يثبت أن مسيرة الفكر المقاوم الحرّ مستمرة والضمير العربي الإنساني المقاوم ضمير حيّ لن يتوقف، واستحضاره بمؤتمر شعري من دمشق يحمل في دورته الأولى نهج الشهيدين سليماني والمهندس يعزّز الفكر المقاوم الذي لاتحدّه حدود وقضاياه في نصرة الشعوب المستضعفة، وأشكاله التي يعبّر عنها الإنسان المقاوم كلّ بطريقته…
فالممانعة والرفض لأشكال الاحتلال والتطبيع مقاومة، والشّعر الحرّ والأدب المقاوم فكر تفرضه الحالة الإنسانية التي تعيشها مجتمعاتنا العربية…
الفن التشكيلي والموسيقا وكل فنون الأدب مؤثراتها عميقة يعيشها الإنسان الفنان مستخدما حواسه وفكره أجمل استخدام ليعطي صورة صحيحة من الإنسان وإلى الإنسان بألوان وقوافي وكلمات وألحان قديمة قِدم النشاط البشري….
ليس مهما التوافق ولا التخاطر ولا مساحات ومنابع الإلهام، المهّم تحويل كلّ ذلك إلى تقانات وأدوات فنيّة بمستوى فكري عالٍ، ولا يختلف اثنان في قدسيّة وحساسية ودقّة منهج المقاومة وميزاته الأخلاقية التي يترجمها الفنّ في شخوصه التي لن يتوقف الواقع عن نسج ألوان خيوطها…
فالأم السورية والفلسطينية واليمنية والعراقية…. عناوين مقاومة
الحبيب الذي استشهد في سبيل قضايا الأمة الحرّة… ملحمة بطولة ومقاومة
عالم الآثار الذي رفض تسليم الإرث الحضاري لوطنه وذُبح على أثر ذلك… أسطورة مقاومة
وأناشيد الأطفال التي تنادي بخروج المحتل… استمرارية وديمومة نضال من جيل إلى جيل في المقاومة
اللوحات الفنية صانعة العالم المرثي… مقاومة
وألحان الأوطان المزيّنة بأشعار الحبّ والعشق مقاومة…
استحضار الأماكن والأشخاص في مظاهر الأدب والفن والثقافة… مقاومة
الجهد في وصف الألوان الأدبية والحياة من خبراتنا المتواضعة، والبحث والاستقصاء عن الصور المتنوعة ونقلها بكلّ مصداقية وواقعية مهما كانت مؤلمة ومهما كان الخطر مُحدِقا… مقاومة…
رؤية- هناء الدويري