الثورة أون لاين – ترجمة ختام أحمد
كانت رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي محقة في تحذير زملائها والأمة من مخاطر رئيس مختل عقلياً ولا أحد يستطيع ضبط سلوكه وأعماله المتهورة ، شبكة سي إن إن قالت أيضا “لا يوجد أي سيناريو أو أي سبب يجعل الرئيس يقرر فجأة إطلاق أسلحة نووية وجعلها قانونية” ، كما أكد لنا بعض أعضاء الكونغرس أنه إذا كانت الحرب في أفغانستان والعراق وسورية كارثة ، فإن إطلاق أسلحة نووية أكبر من الكارثة بكثير” .
إذا كانت سياستنا النووية مجنونة وغير أخلاقية ، فإنها أيضا غير قانونية وغير وضرورية ، في عام 1974 أشار ريتشارد نيكسون إلى مدى سهولة الضغط على”الزر المجنون” غاضباً من جهود الكونغرس بعزله” وقال لهم : ” في 25 دقيقة 70 مليون شخص سوف يكونون في عداد الموتى” ، كل ما يشاع عن تنسيق بين الرئيس وخبراء عسكريين قانونيين في القيادة هو كذب ، وكل الأحاديث عن سلبيات وإيجابيات الصواريخ النووية هراء ، وأن الجيش الأمريكي لا يسمح بتنفيذ أوامر غير قانونية هو خداع – “( لا أحد يستطيع أن يرفض أوامر قائده ) ، فإذا اتصل الرئيس بالجيش ، كما وصف نيكسون ، فلا داعي للتشاور مع أي شخص ، يمكن للرئيس ببساطة استدعاء المساعد العسكري المقرب الذي يحمل “الفوتبول النووية” ، ثم يتصلون بمركز القيادة العسكرية ، ويتحققون من أنه الرئيس من خلال شيفرات معينة ، عندها يقوم مركز القيادة بإصدار أوامر إطلاق كاملة مع رموز إلغاء القفل والمصادقة لقادة أنظمة التسليم المختارة (الصواريخ الأرضية والقاذفات والغواصات) ويُبلغ في نفس الوقت مراكز القيادة الأخرى مثل القيادة الاستراتيجية في غضون خمس دقائق من مكالمة الرئيس ، لكن الصواريخ عندها ستكون في إطار التحليق ولا يمكن استعادتها أو تدميرها بعد الإطلاق” .
يوضح الخبير النووي الدكتور جيفري لويس ذلك السبب في السرعة ، وفي عدم وجود تسلسل قيادي إضافي ، وعدم وجود مشاورات مع أي شخص أخر مع الرئيس ، حيث إن هذا النظام بأكمله منظم لسيناريو واحد وهو ” فكرة أننا سنرى أعداداً كبيرة من الصواريخ الروسية تتجه نحونا ، وسيتعين على الرئيس أن يقرر بسرعة الرد للتأكد من أن الصواريخ البالستية العابرة للقارات لدينا بعيدة عن الأرض وفي طريقها إلى أهدافها ، قبل أن تصل الصواريخ الروسية إلى هنا ” ، زمن رحلة الصواريخ العابرة للقارات أقل من 30 دقيقة ، لأنه بحلول الوقت الذي يتم فيه اكتشاف الصواريخ المعادية وتأكيدها وإخطار الرئيس ، لن يتبقى سوى أقل من سبع دقائق للتصرف ، وذلك لإعطاء الرئيس كل ثانية ممكنة ، تم تصميم إجراءات الإطلاق بحيث تكون سريعة ولا جدال فيها قدر الإمكان .
قال هيرينغ في مقابلة عام 2017 : “افترضت أنه يجب أن يكون هناك نوع من الضوابط والتوازنات حتى لا يستطيع رجل واحد لمجرد نزوة أن يأمر بإطلاق أسلحة نووية”، ومع ذلك ليس من الخطأ الاعتقاد بأن الضباط سيرفضون أمر رئيسهم ترامب بإطلاق مكثف لما يقرب من 850 رأساً نووياً في حالة تأهب قصوى (من إجمالي 4571 رأساً حربياً تم نشره ) وبافتراض عدم إنشاء قوات إضافية ، يمكن لمثل هذه الضربة أن تطلق كل 400 صاروخ مزود برأس حربي W-88 لكل منها و 100 صاروخ D-5 Trident مع أربعة إلى خمسة رؤوس حربية W-76 ذات نواتج مختلفة .
القوة التدميرية المقدرة لهذه الضربة هي من 230 إلى 300 ميغا طن (مليون طن من مادة تي إن تي) أي ستكون أقوى ب20 ألف مرة من القوة التدميرية لقنبلة هيروشيما ، ستدمر معظم حياة البشر على الأرض – حتى من دون الضربات الانتقامية الحتمية من الدول التي تعرضت للهجوم .
وإذا تم إضافة قاذفات القنابل ، سيكون هناك 236 ميغا طن إضافية ، وفقاً للدكتور أندرو فاسيني في جامعة هارفارد ، تصبح القوة التدميرية ما بين 466-536 ميغا طن” ، السيناريو المحتمل الآن هو صراع مع إيران وليس مع روسيا ، وقد يأمر ترامب قبل عزله بضربة محدودة على منشآت التخصيب تحت الأرض في فوردو ونطنز ، ومن المعروف أن حزم الضربات هذه مدرجة في خطة الحرب النووية لشركة ستراتكوم ، والتي يُرجح أن يتم تسليمها بواسطة الصواريخ والقاذفات على واحد إلى عشرين هدفاً، يمكن لهذه الأسلحة أن تدمر منشآت تحت الأرض لا يمكن للقنابل التقليدية الوصول إليها بسهولة ، في هذه الحالة سيموت عشرات الآلاف وليس المليارات، هم يدّعون أن مثل هذه الضربة “قانونية من الناحية الإجرائية” ، ومن يجرؤ من العسكريين على مخالفة أمر قائده العام إن كان صحيحاً أم لا ” فسوف يعتبر متمرداً وتطبق بحقه قوانين الخيانة العظمى” .
وهذا هو السبب في عدم تمكن ضباط الجيش قانونياً من فعل ما تريدهم رئيسة مجلس النواب أن يفعلوه أي رفض أوامر ترامب ، ولهذا السبب يجب أن يكون على رأس جدول أعمال جو بايدن تغيير السياسات القديمة التي تجعل سيناريو مثل هذا ممكناً، الأول : إنهاء سياسة الضربة الأولى بحيث يكون أي أمر بإطلاق الأسلحة النووية أولاً غير قانوني .
ثانياً : سحب الأسلحة من حالة التأهب القصوى بحيث لا يمكن إطلاقها في دقائق ، ما يتيح مزيداً من الوقت للتداول وإعادة النظر في أوامر الإطلاق .
ثالثاً : منع الرئيس من بدء حرب نووية من خلال المطالبة بأن يوافق اثنان على الإطلاق ، ويمكن لبايدن أن يفعل ذلك بمفرده أثناء عمله مع الكونغرس للقضاء على الصواريخ البالستية العابرة للقارات التي تشكل أكبر خطر وأن “يتفاوض على المرحلة التالية من التخفيضات ” ويلغي جميع الأسلحة الجديدة التي طلبها ترامب .
يأمل الأمريكيون أن تكون هناك مراجعة شاملة لبعض هذه” الإضافات “وما إذا كنا في حاجة إليها بالفعل” ، لقد كشف عدم استقرار الرئيس الحالي عن جنون السياسات النووية الحالية ، وإذا لم نصححها هذه المرة ، فقد لا نحظى بفرصة أخرى .
بقلم : جو سيرينسيون