الثورة أون لاين – أحمد حمادة:
كعادة المفلسين في نبش دفاترهم المهترئة، يعود أقطاب منظومة العدوان على سورية إلى جعبهم الخاوية، فلا يجدوا سوى نشر الشائعات الكاذبة عن سورية، لتحقيق أهدافهم ومخططاتهم الاستعمارية المجرمة، لأنهم على يقين بأن السوريين صمدوا بوجه إرهابهم ودحروه، وهم في طريقهم لبناء وطنهم، وإخراج كل الغزاة والمرتزقة والمحتلين من أرضهم.
جديد الدفاتر المهترئة يكمن بالمفارقة المثيرة للسخرية التي نشرتها صحيفة “الشرق الأوسط” الوهابية الصهيونية، إذ نشرت تقريراً، من عيار الصحافة الصفراء التي تمتهنها، يبدأ بعبارة “أفادت تقارير بحثية”.
وبغض النظر عن الحديث عن هذا النوع الصحفي “المستجد”، والذي ربما أرادت الصحيفة عبره الهروب من تكرار عبارة تقارير “استخبارية” أو “صحفية” كما هي عادتها، فإنها لم تشر إلى الجهة أو المركز الدولي الذي استند إليه ذلك التقرير “البحثي والخنفشاري”، بل استندت إلى مركز دراسات وهمي و”بحثي” أيضاً لم يسمع به أحد في العالم.
يروج التقرير المزيف إياه لمزاعم أن قاعدة حميميم استضافت اجتماعاً سورياً إسرائيلياً برعاية روسية لبحث قضايا عديدة، لعل أكثرها سخرية، ويدعو إلى الضحك والاستهزاء معاً، الزعم ببحث عودة سورية إلى “جامعة الدول العربية” .. مع من؟ مع الكيان الإسرائيلي!! فأي مستوى من الغباء وصل إليه أصحاب المركز “البحثي”، ومعهم الذين أعدوا التقرير “البحثي”، حين تذهب بهم الأوهام إلى هذا المستوى من التلفيق والكذب المقزز الرخيص الذي دفعهم لفبركة موضوعات بحثت ربما في أذهانهم العفنة ورؤوسهم الخاوية إلا من خيانة!.
المثير للسخرية أكثر أن التقرير “البحثي” ينقل معلوماته عن مركز “بحثي” آخر لم يسمع به إنسان وصلت إليه وسائل التواصل الاجتماعي في الربع الخالي، إن وجد هناك من يستخدمها، فتقرير الصحيفة يتحدث عن اجتماع مثير للسخرية، ومراكز بحثية ما أنزل الله بها من سلطان، وتقارير “بحثية” لم يتعارف عليها طلاب الإعلام في شرق العالم وغربه، ويتحدث عن فبركات لا تعدو كونها حلقة في مسلسلات التضليل وسلاسله البائسة التي لم تنته بعد ضد سورية.
معدو التقرير الكاذب تناسوا أن العدوان الإسرائيلي على دير الزور والبوكمال لم يمض عليه سوى أيام لأن سورية عصية على اختراقات “التطبيع” القذرة، ولأنها مرغت أنف حكام أميركا و”إسرائيل” بالوحل، وتجاهلوا قبل ذلك عشرات العدوانات الصهيونية المتناغمة والمتوازية مع الحرب الإرهابية المستمرة على سورية منذ عشر سنوات وحتى الآن لأنها الصخرة القلعة الصامدة، ولأنها واسطة العقد في محور المقاومة الذي دحر المشروع الصهيوني البغيض، ولأنها جعلت مخططاتهم وأجنداتهم الاستعمارية في مهب الريح، وحولتها إلى أدراج النسيان.
لو كانت سورية كما يتوهمون ويريدون، ولو كانت تسير كعواصمهم برعاية كوشنير وترامب ونتنياهو لما تعرضت لهذه الحرب المسعورة التي انضم إليها حثالات العالم من المستعمرين والتكفيريين والصهاينة والمتصهينين، ولما رأينا الاحتلال الأميركي وهو يسعر إرهابه في الجزيرة السورية، ولما رأينا ما يسمى مبعوث أميركا الجديد إلى سورية وهو يوعز لمرتزقته من تنظيم “قسد” لتصعيد جرائمهم بحق أهلنا هناك، ولما رأينا جنوده الغزاة وهم يسرقون قمح السوريين ونفطهم ويمارسون الترهيب والبلطجة بحقهم، ويشددون من إجراءات “قيصر” وإرهابه ضدهم.
لم يبق إذاً في جعبة رعاة العدوان على سورية وسيلة تضليلية أو وسيلة دجل معروفة أو طريقة قذرة إلا واستخدموها لتحقيق أهدافهم الاستعمارية في سورية، فإعلامهم ومنظروهم هم من اخترعوا الأكاذيب وقاموا بنشر الإشاعات لقلب الحقائق وتشويهها لصرف النظر عن حقيقة الإرهاب وداعميه ومشغليه، وإلهاء الرأي العام بقصص هوليودية باطلة، وهم من لم يتركوا تقريراً كيدياً إلا وكتبوه في “مجلس حقوق الإنسان” ومجلس الأمن الدولي و”حظر الكيميائية”، وهم من أغرقوا العالم بالكذب وبثوا سمومهم لإثارة الفتن الدينية والطائفية والعرقية في منطقتنا.
إذاً نحن أمام تقارير “بحثية” وهمية، تستند إلى مراكز “بحثية” وهمية، ولا تعتمد إلا الإثارة وقواعد الصحافة الصفراء، لغتها ليست إلا كومة هراء، فقط لأنهم أفلسوا وعادوا إلى دفاترهم المهترئة!.