الثورة اون لاين – فاتن أحمد دعبول:
انعقد المؤتمر العاشر لاتحاد الكتاب العرب تحت شعار” الخيار الوحيد أمامنا هو الانتصار” في أجواء يسودها المنافسة الإيجابية من أجل النهوض بواقع الثقافة في مرحلة هي الأخطر والأصعب من أي مرحلة مرت بها سورية.
وفي البداية قدم مالك صقور بعض التوصيات فيما يخص الراتب التقاعدي للكتاب وإقرار الزيادة بالتصويت وزيادة الضمان الصحي ، هذا إلى جانب رفع تعرفة الاستكتاب وزيادة عدد المطبوعات للكتاب الواحد، كما كان هناك العديد من الطروحات تمت مناقشتها والتصويت عليها.
وعلى جانب التصويت للمرشحين الذي نظم على أساس المحافظات، كل محافظة على حدة، لتنظيم عملية الانتخاب الذي أكد د. مهدي دخل الله على نزاهتها دون أي تدخل من الحزب.
ضرورة استنهاض الهمم:
وفي تصريحها الخاص بالثورة قالت د. بثينة شعبان: ” نحن في اتحاد الكتاب العرب نتصدى لمهمة هامة جدا هي مهمة المثقف العربي، لأننا نرى أن أعداءنا يحاولون حرف مسار الثقافة العربية ومسار الفكر العربي والإعلام العربي إلى مايجعل من التطبيع أمرا عاديا، ومايجعل من الصهينة أمرا عاديا، لذلك أعتقد اليوم أن الثقافة والكتاب والفكر عليهم مسؤولية كبرى وهي تجذير الوعي في أذهان الناس، والتأكيد على الخط المقاوم، وعلى الحق العربي، لأن الفكر يجب أن يكون ملتزما بقضاياه الوطنية.
وأضافت شعبان: لدينا اليوم قضايا وطنية وعربية شائكة ومعقدة ومحقة في الآن نفسه، لذلك فإن الكتّاب والأدباء يضطلعون اليوم بدور مهم جدا، وأعتقد أن المعيار لانتخاب المجلس التنفيذي وهيئة الاتحاد، هو المعيار الوطني والفكري والمعيار الإبداعي، وهذا مايتفق عليه الكتاب جميعهم.
وبينت أن المهام المنوطة بالاتحاد كثيرة ومن أهمها التأكيد على اللغة العربية وعروبة الثقافة، لأن اللغة تتعرض لانتهاكات جسيمة في كثير من الدول العربية، ولغتنا هي لغة القرآن الكريم، ومن أجمل وأروع لغات الأرض.
هذا إلى جانب التأكيد على المشترك بين العرب، بغض النظر عما يصنعه الحكام، والمراهنة على الشعوب، لأن الشعب العربي لديه في كل أقطاره من يحتضن القضايا العربية ويدافع عنها.
وأوضحت د. شعبان أن لدينا مهمة كبرى هي محاولة استنهاض الهمم العربية في كل البلدان العربية من أجل أن نكون واثقين بأننا نحن المنتصرون في النهاية، ولايمكن لشرذمة من الصهاينة أن ينتصروا على أمة بعمق حضارة أمتنا وعراقتها ولغتها، ولا بالمكانة التي خصها الله بها في القرآن الكريم، ومن الأهمية بمكان وضع آليات العمل من أجل انتصار قادم .. وعلينا أن نثبت درجة عالية من الوعي ونعمل بعزيمة واقتدار وثقة بأن المستقبل هو لنا، فنحن أصحاب الحق وأصحاب الأرض والحضارة، ولكن ينقصنا الكثير من العمل والتنظيم والآليات المجدية، وأن نعترف بنقاط ضعفنا لنعالجها .. وهذا هو المطلوب في المرحلة القادمة.
الأديب الكفؤ :
ويبارك د. حسين جمعة لاتحاد الكتاب العرب تظاهرتهم الانتخابية التي تدل على ديمقراطية واضحة، وتمنى أن تثمر هذه الديمقراطية اختيار الأديب الكفؤ لقيادة المرحلة القادمة والكاتب الحاضر على الساحة الأدبية والكاتب الوطني بشكل خاص، والذي ضحى من أجل هذا الوطن.
ويرى أن المرشح الذي يستحق هو الأديب المبدع الحقيقي والمشارك لزملائه في الاجتماعات والنشاطات والأديب الوطني الخلوق، ويتمنى أن يتحقق المشروع الثقافي على الأرض ويكون الاتحاد قائدا للثقافة وفاعلا في إنتاج كثير من القضايا الثقافية والقضايا الأدبية، ويكون الرجل المناسب في المكان المناسب.
عقل منفتح:
والأهم برأي د. أحمد علي محمد أن ينظر لسيرة المرشح الأدبية وعمله في تطوير الثقافة الوطنية، وأن يتمتع الاتحاد بمجلس متنوع وعلى سوية علمية وثقافية وأخلاقية، مايؤهله لأن يرقى بهذه المؤسسة الثقافية، هذا إلى جانب أن الكثير من الأعمال يجب أن تنجز” توزيع المطبوعات داخل وخارج القطر، وتطوير عقلية من يدير هذه المؤسسة على مستوى المجلس،والإدارة كلهم معنيون..
نحتاج أقلامهم النزيهة:
وتأمل الأديبة أنيسة عبود أن يكون المجلس الجديد على قدر المهمة الكبيرة ويقوم بتغييرات جذرية بالنهج والخطة الثقافية والأدبية بعد عشر سنوات من الحرب، وتدعو إلى استنهاض الهمم الثقافية، الأدبية الواعية الوطنية، وتنتظر الكثير من الأدباء الذين تركوا بصمة في المشهد الثقافي وقادرين على التغيير، وممن كانوا مبدعين حقيقيين لينهضوا بالثقافة العربية السورية على وجه الخصوص، لأن الحاجة إلى أقلامهم النزيهة كبيرة جدا، فسورية وشعبها يستحقون هذا الوفاء لهم ولجيشهم العظيم.
ترسيخ القيم الإبداعية:
ويرى د. نزار بريك هنيدي أن المهمة الأولى المنوطة بأعضاء الاتحاد هي إعادة دور الاتحاد في تعزيز الحياة الثقافية والدفاع عن المثقفين والمبدعين وعن مصالح أعضائه.
وثمة ثوابت لابد من التمسك بها وهي” البعد العربي للاتحاد، البعد القومي، ومواقفه الوطنية التي تعبر عن ضمير الأمة فعلا .. ” هذا إلى جانب محاولة ترسيخ القيم الإبداعية والأدبية، وعدم الارتهان لأي قيمة أخرى غير القيمة الإبداعية في التعامل مع الكتّاب، والتمسك بالنظام الداخلي وعدم خرقه تحت أي ظرف.
ومن الأهمية أن يتمتع المرشح بالقيمة الإبداعية والموقف الوطني والقدرة على خدمة زملائه والتمسك بثوابت الاتحاد.
أخلاقيات المرشح:
ويبين الأديب نذير جعفر أن السيرة الذاتية للمرشح وتمتعه بالأخلاق من المعايير الهامة، إضافة إلى ماقدمه للاتحاد في السنوالت الماضية من أبحاث علمية وكتب، وسعيه الدؤوب لتطوير أدوات عمله، ويؤكد على أهمية حفظ كرامة الكتاب وتعويضه بالمكافآت وتسريع آليات النشر والكتب والراتب التقاعدي وتعويض حضور اللجان بما ينشط العمل الثقافي في الاتحاد.
ويرى د. محمد موعد أن المعيار الأول للانتخاب هو خدمة الناس وتبني قضاياهم والتعامل مع القوانين بمرونة إنسانية دون تجاوز القانون.
وتبين الأديبة إيمان شرباتي أن الانتخاب واجب وطني، والكاتب هو ضمير الأمة، ودوره تقديم مامن شأنه النهوض بالواقع الثقافي وبث الوعي في صفوف أبناء المجتمع.
ويوضح د. غسان غنيم من المهم إعلاء الكلمة الوطنية والإنسانية الحرة التي تخدم أبناء الوطن وأعضاء المؤسسة ذاتها في المجالات كافة” المادية، المعرفية، الثقافية، وعلى المستويات الاجتماعية ..” وأن يعطى الكاتب مايستحقه لأنه قيمة وقادر على تقديم المعرفة والثقافة وتوجيه أبناء الوطن نحو كل ماهو سام ونبيل ووطني وإنساني.