الثورة أون لاين:
وثق المعلق السياسي الأمريكي جيمي دور في برنامجه الحواري السياسي الأسبوعي “ذي جيمي دور شو” عبر قناته على اليوتيوب تلاعب الحكومات الغربية بوسائل الإعلام العالمية وتجنيدها لصناعة تغطية مضللة ضد سورية بهدف شن الحرب عليها ودعم الإرهاب فيها.
وقال جيمي دور.. لقد تحدثنا سابقا عن كيف تقوم مجمعات الصناعات العسكرية والاعلام بالدفع باتجاه الحروب وفي سورية قاموا بنفس الشيء لا أعرف اذا تعرفون … ولكن في حرب العراق كانت هناك عملية مفبركة تحت ذريعة كاذبة لم يكن للعراق علاقة بتفجيرات الحادي عشر من ايلول ولم يكن لديه أسلحة دمار شامل لقد كذبت الحكومات الغربية علينا بهذا الشأن وهكذا حصلت الحرب حيث قامت وسائل الاعلام بالدفع باتجاه الحرب”.
ولفت إلى أن جميع وسائل الإعلام الغربية كانت مؤيدة للحرب وقال .. “كنت أنا أخبركم عن الحقيقة حول سورية.. الحقيقة التي هي على عكس ما روجت له وسائل الإعلام الغربية ..حتى لو كذبت عليكم ويكيبيديا بخصوص سورية .. حيث كانت ويكيبيديا تصغي لقنوات مثل “سي ان ان” و “ذي تايم” و”ام اس ان بي سي” .. ويكيبيديا عبارة عن هراء.. ويكيبيديا ما زالت تقول بأني كنت مخطئا حول اعتداء الغاز في سورية .. حسنا .. أنا كنت مصيبا بهذا الشأن”.
واستعرض المعلق السياسي الوثائق المسربة التي نشرها موقع “ذي غري زون” الإخباري المستقل خلال شهر أيلول من العام الماضي وتكشف عن عملية دعاية ضخمة مضللة ضد سورية شنها متعاقدون مع الحكومات الغربية وعلى رأسها بريطانيا والولايات المتحدة ووسائل الإعلام مشيرا إلى أن قناة “ام اس ان بي سي” الأمريكية كانت تدفع قدما باتجاه الدعاية المضللة ضد سورية والمؤيدة للحرب عليها و بأعلى مستوى .
وكان الكاتب بن نورتون كشف في مقال نشره موقع ذي غري زون تحت عنوان وثائق مسربة تكشف عن عملية دعائية سورية واسعة النطاق شنها متعاقدون حكوميون غربيون ووسائل إعلام أن الوثائق تظهر كيف طور متعاقدون في الحكومة البريطانية بنية تحتية متقدمة للدعاية الهادفة إلى تحفيز الدعم في الغرب للتنظيمات الإرهابية في سورية تحت مسمى معارضة مسلحة للتسويق لها من قبل شركات العلاقات العامة المدعومة من الحكومات الغربية.
وشدد جيمي دور قائلا .. “تقريبا كل ما رآه الغربيون وسمعوه عن الحرب السورية بالوكالة كان نتاج غرفة صدى لإسقاط الدولة تدار بعناية من قبل أصول استخباراتية أمريكية وبريطانية وشركات علاقات عامة وأنتم تعرفون كل الكيانات التابعة للأخبار”.
ويقدم جيمي دور نموذجا عن التغطية الغربية المضللة للأحداث في سورية ما قامت به قناة “سي ان ان” الأمريكية وخاصة ما يتعلق بالهجوم الكيميائي المزعوم في دوما قائلا .. “قناة سي ان ان قالت إن مراسلتها موجودة هناك ولتبرهن أنه كان هناك اعتداء بالغاز ادعت أنها قامت باستنشاق بعض السم الغاز إلا أنها لم تستنشق بالفعل لأنها لو فعلا استنشقت السم ستكون ميتة” مستعرضا مقطع الفيديو الذي تدعي فيه المراسلة استنشاق الغاز مخاطبا جمهوره.
وأضاف ..إذا قال لكم أحدهم أن هناك غازا على هذا هل ستقول له دعني أشمه … هي تعرف بأنه ليس هناك مادة سامة .. إنها تكذب وتم الدفع لها لتقوم بالدعاية البروباغندا التي تسمح للولايات المتحدة بإرسال قواتها إلى سورية كي يمرروا أنبوب غاز فيها هذا هو ما هو عليه الأمر”
وبين عبر برنامجه كيف قامت الحكومات الغربية بإعداد هذه البروباغندا لتشويه صورة الدولة السورية لتبرير العدوان عليها بزعم محاربة الإرهاب وعلى رأسه تنظيم (داعش) مؤكدا أن الطرف المرتبط بـ “داعش” هو الولايات المتحدة الأمريكية التي قامت بتمويله في سورية والذي كشفته الوثائق المسربة وفضحته مشيرا إلى الاعتماد على العديد من وسائل الإعلام العالمية في سياق الدعاية المضللة ضد سورية أبرزها “التايمز والغارديان وسي إن إن ونيويورك تايمز وواشنطن بوست وبازفيد والجزيرة وغيرها الكثير” وقال .. “حقيقة أن حكومة الولايات المتحدة تدفع للإعلام ليكذب من أجل شن حرب”.
وأشارت الوثائق التي نشرها سابقا موقع (ذي غري زون) إلى استخدام أكثر من 1600 صحفي ومؤثر دولي للترويج لنقاط الحديث المؤيد للإرهابيين في سورية ولصياغة استراتيجية لإعادة تصنيف التنظيمات الإرهابية في سورية بهدف تلطيف صورتها أمام الرأي العام والتسويق لها .
واعتبر المعلق السياسي أن الحكومتين الأمريكية والبريطانية ليستا حكومتي الشعب بل تعملان لمصلحة مجمعات الصناعات العسكرية وشركات الوقود الأحفوري ليختم كلامه قائلا “لم يكن المسلمون إرهابيين كما حاول الغرب تصويرهم بل .. نحن الإرهابيون أيها الحمقى … لطالما كنا نحن الإرهابيون”.
وكانت وثائق كشفها الكاتب البريطاني مارك كورتيس في مقال نشره موقع ميدل ايست أي خلال شهر أيار من العام الماضي أكدت أن بريطانيا بدأت عمليات سرية ضد سورية في أوائل عام 2012 أي منذ بدء الحرب الإرهابية عليها حيث تورطت بريطانيا وبشكل وثيق في تهريب شحنات الأسلحة إلى الإرهابيين وتدريبهم وتنظيمهم في عملية دامت سنوات بالتعاون مع الولايات المتحدة والنظام السعودي كما كشف موقع ذا كناري الإخباري البريطاني عام 2016 عن تورط بريطانيا وإعلامها بتلميع صورة الإرهابيين في سورية وتقديمهم للرأي العام على أنهم معارضة معتدلة.