الثورة أون لاين – ناصر منذر:
منذ بداية الحرب الإرهابية على سورية، شكّل الإعلام الغربي أحد أبرز أدوات تلك الحرب القذرة، وهو ما كشفه، وأكده لاحقاً العديد من الإعلاميين الأميركيين والأوروبيين، والكثير من المواقع الالكترونية الغربية، فهذا الإعلام دأب على الدوام على تشويه الحقائق وتزييفها لخدمة أجندات ومخططات عدوانية رسمتها دوائر الاستخبارات الغربية، واليوم يضيف المعلق السياسي الأميركي جيمي دور دلائل وبراهين جديدة تكشف تلاعب الحكومات الغربية بوسائل الإعلام العالمية وتجنيدها لصناعة تغطية مضللة ضد سورية بهدف شن الحرب عليها ودعم الإرهاب فيها.
المعلق السياسي جيمي دور أكد في برنامجه الحواري السياسي الأسبوعي “THE JIMMY DORE SHOW” عبر قناته على اليوتيوب أن كل ما رآه الغربيون وسمعوه عن الحرب على سورية كان نتاج غرفة صدى لإسقاط الدولة تدار بعناية من قبل أصول استخباراتية أميركية وبريطانية وشركات علاقات عامة.
وهذه هي عين الحقيقة، ولكن الأمر المستهجن هو أنه رغم تفنيد الكم الهائل من الأكاذيب التي ضخها الإعلام الغربي حول سورية، إلا أن مسؤولي الغرب لم يكفوا عن التمادي باختلاق الكثير من القصص والروايات الكاذبة، والفبركات الإعلامية بهدف إبقاء الرأي العام العالمي في حالة غيبوبة لحجب الحقائق عنه، إلا أن تلك الأكاذيب باتت اليوم عاجزة عن النفاد حتى عن الرأي العام الغربي نفسه، فأصبح الكثير من المهتمين والمعنيين بإظهار الصورة الحقيقية يتصدون بأنفسهم لمهمة البحث عن الحقيقة بعيداً عما تضخه وسائل الإعلام الغربية المسخرة لخدمة حكوماتها المنخرطة في الحرب الإرهابية، وهذا ما يبدو من خلال نشر العديد من الإعلاميين الغربيين الكثير من الوثائق التي حصلوا عليها، وتعري أكاذيب الإعلام الغربي بقصد تشويه حقيقة الأحداث في سورية.
المعلق الأميركي الذي وثق كيفية قيام الحكومات الغربية بإعداد هذه البروباغندا لتشويه صورة الدولة السورية لتبرير العدوان عليها، أشار إلى أن الولايات المتحدة التي تمول تنظيم داعش الإرهابي اعتمدت على العديد من وسائل الإعلام العالمية في سياق الدعاية المضللة ضد سورية أبرزها “التايمز والغارديان وسي إن إن ونيويورك تايمز وواشنطن بوست وبازفيد والجزيرة وغيرها الكثير”، وأشار أيضاً إلى استخدام أكثر من 1600 صحفي ومؤثر دولي للترويج لنقاط الحديث المؤيد للإرهابيين في سورية ولصياغة استراتيجية لإعادة تصنيف التنظيمات الإرهابية في سورية بهدف تلطيف صورتها أمام الرأي العام والتسويق لها، وهذا بحد ذاته يكشف مجدداً حجم تورط الإعلام الغربي بسفك الدم السوري، فهو لطالما روج لإرهابيي “داعش والنصرة” على أنهم “معارضة”، وسوق مسرحيات إرهابيي «الخوذ البيضاء» الكيميائية لتبرير العدوان الأميركي والبريطاني والفرنسي على سورية، ولم يزل يشكل آلة حرب إعلامية بيد الدول الداعمة للإرهاب، ولن يتوقف عن بث الأكاذيب، طالما بقيت دول منظومة العدوان تلهث لتحقيق أطماعها الاستعمارية.
المعلق الأميركي أشار أيضاً إلى أنه كان عرضة للانتقادات من قبل وسائل الإعلام الغربية المؤيدة للحرب الإرهابية، فقط لأنه يقول الحقيقة، وهذا بطبيعة الحال شيء طبيعي، لأن الإعلام الغربي الغارق في نشر الأكاذيب، يخشى سماع صوت الحقيقة، لأنها ستعريه، وتسقط كل أوراق التوت عن القائمين عليه، فمعرفة حقيقة المشروع الإرهابي الذي يستهدف سورية، وأبعاده وخباياه، والدول الممولة والمتورطة بدعم التنظيمات الإرهابية، ستجعل الحكومات الغربية المسخرة لهذا الإعلام في موقع المساءلة القانونية والأخلاقية أمام مواطنيها، والعالم بأسره.
العدوان ودعم الإرهاب، والنفاق السياسي، والتضليل الإعلامي شكلت مرتكزات السياسة الأميركية والأوروبية في تعاطيها مع مجريات الحرب الإرهابية على سورية، ولا شك بأن الكثير من الإعلاميين الأميركيين والأوروبيين ممن يدفعهم شرف المهنة لقول الحقيقة، سيكشفون المزيد من الأساليب الملتوية التي لجأ إليها الإعلام الغربي لتبرير الحرب الإرهابية على سورية، والمستقبل سيكشف ربما عشرات آلاف الوثائق التي تفضح المزيد من الأدوار الأميركية والغربية القذرة في هذه الحرب، وما تم كشفه حتى الآن من وثائق نشرتها عدة مواقع إعلامية غربية تؤكد جميعها تورط أجهزة الاستخبارات الأميركية والبريطانية والفرنسية والألمانية وحكوماتها في دعم وتمويل وتجنيد الإرهابيين وتدريبهم وتصديرهم إلى سورية، وتوضح كيفية تسخير تلك الحكومات كل إمكانياتها لدعم أدواتها الإرهابية، وتجييش وسائل الإعلام العالمية والمستعربة، لتزييف الحقائق، وتشويه صورة الأحداث في سورية.