الثورة أون لاين- فاتن حسن عادله:
مرحلة جديدة تدخلها أميركا اليوم الأربعاء وربما العالم، مع تنصيب الرئيس المنتخب جو بايدن للرئاسة..فمنذ هذا اليوم تدعي الإدارة الجديدة قلب صفحة ترامب، وفتح صفحة أخرى تدعي أنها ستكون أكثر موثوقية مع الأميركيين والعالم، بعد أن أشعل الرئيس المهزوم المزيد من الأزمات والصراعات، وعمق الانقسام السياسي في الداخل الأميركي، وهذا ما بدا واضحا داخل أروقة الكونغرس في آخر لحظاته السياسية.
ومع طي صفحة ترامب وبدء صفحة بايدن التي تأتي وسط انتشار أمني كثيف في العاصمة واشنطن بما يزيد عن 25 ألف جندي من الحرس الوطني وآلاف الشرطيين، دخل بايدن البيت الأبيض في حفل تنصيب استثنائي لم تشهده أميركا، وبانتظاره أكوام كبيرة من الملفات تحتاج معالجات سريعة.. وهنا يعتزم بايدن وفق وسائل إعلام أميركية، أن يبرز من اليوم الأول الفارق الكبير مع ترامب، بعد أن قال مساء أمس الثلاثاء “ليس لدينا أي ثانية نضيعها أمام الأزمات التي نواجهها كأمة”.
واعتبارا من اليوم سيصدر 17 أمرا رئاسيا للعودة عن إجراءات اعتمدتها إدارة ترامب، وسيعمد خصوصا إلى إعادة الولايات المتحدة إلى اتفاقية باريس حول المناخ وإلى منظمة الصحة العالمية.
جيف زاينتس الذي ينسق تحرك الإدارة الجديدة في مواجهة كوفيد-19 قال في تصريح صحافي: إن كبير خبراء الأمراض المعدية انطوني فاوتشي سيتحدث باسم الولايات المتحدة أمام اجتماع للمجلس التنفيذي لمنظمة الصحة العالمية اعتبارا من الخميس.
كذلك بدأت عملية تثبيت الوزراء الذين اختارهم بايدن في مجلس الشيوخ تمهيدا لبدء الحكومة عملها في أسرع ما يمكن في مواجهة التحديات الكبرى التي تواجهها أميركا.
دبلوماسياً، وعد أنتوني بلينكن الذي اختاره بايدن لتولي منصب وزير الخارجية بإعادة إحياء تحالفات الولايات المتحدة والعودة إلى العمل المتعدد الأطراف، الذي رأى أنه يخالف ترامب في بعض النقاط تجاه الصين، بينما اعتبرت المرشحة لمنصب وزيرة الخزانة جانيت يلين أن إدارة بايدن ستستخدم كل الأدوات المتاحة لمواجهة”ممارسات الصين غير العادلة وغير القانونية” التي تقوض الاقتصاد الأميركي، حسب زعمها وادعاءاتها.
هذا اليوم الذي سيبدو تاريخياً بالنسبة للتفاصيل التي سبقته والتي أحاطت به وما يليه، لم تتأخر ردود الفعل الدولية المرحبة بانتهاء ولاية ترامب، حيث رحب قادة الاتحاد الأوروبي بوصول صديق لأوروبا إلى الرئاسة في الولايات المتحدة، فيما أكد حلف شمال الأطلسي أنه يتطلع للعمل مع بايدن لتعزيز الروابط بين أوروبا وواشنطن.
كما أعرب الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير عن “ارتياحه الكبير” لانتقال السلطة في الولايات المتحدة، فيما قال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون أنه يتطلع “للعمل من كثب” مع بايدن.
داخلياً، اعتبرت رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي، ترامب، شريكاً في الجرائم التي ارتكبت خلال اقتحام مبنى الكونغرس في 6 الشهر الجاري، مبينة في حديث لقناة “إم إس إن بي سي MSNBC”: “عندما نتحدث عما إذا كان أي من زملائنا قد تعاون (أثناء الهجوم)، فيجب التحقق من ذلك، نحتاج إلى دليل يثبت ذلك.. وطبعا إذا تبين أنهم تعاونوا، فسيعتبرون قد ساعدوا في الجريمة.. في بعض الحالات، الجريمة كانت جريمة قتل.. هذا الرئيس ترامب ساعد في وقوع هذه الجرائم، لأنه حرض على التمرد والشغب، الذي أصبح سببا للدمار والموت الذي وقع”.
أما ترامب المهزوم فلم يغادر واشنطن متجهاً إلى فلوريدا دون إطلاق تهديدات جديدة وإثارة بلبلة، بما يشير إلى أن مؤشرات عنف ستتصاعد ليس بالوقت البعيد، بعد كلمة ألقاها في قاعدة أندروز الجوية تعهد فيها بـ”العودة بطريقة أو بأخرى”.
ورغم أنه تمنى لإدارة بايدن حظا سعيدا ونجاحا كبيرا، لكنه خاطب أنصاره بالقول: “سأكافح دائما من أجلكم”، فيما أصدر عفواً عن 73 شخصا أحدهم مستشاره السابق ستيف بانون.