الثورة أون لاين – علاء الدين محمد:
الشتاء اسم يطرب لسماعه الكثيرون بل يتعدى ذلك إلى حد العشق والتوق للوصول إلى ذلك الفصل الخير المعطاء.. إنه فصل الدراسة و المدرسة والامتحانات والعطلة الانتصافية…فصل بدء دورة حياة جديدة تبدأ بوادرها به لتزهر في الربيع ، تبدأ دورته في ٢٢ كانون الأول وينتهي في ٢١ آذار ..مع اختلاف هذا التقويم عند بعض الشعوب ..
لذا فإن الغالبية من الناس في مجتمعنا السوري يقولون إن مزايا هذا الفصل الجميل كثيرة ..ففيه تروي الأرض ظمأها الطويل خلال أشهر سبقت ،كما تنضج فيه بعض الخضروات الفصلية والفواكه الحمضية الغنية بالفيتامينات التي ننتظرها بشغف وشوق .
ومن أهم خصائصه للأرض والفلاح أنه فصل السكون وقلة الحركة فهو يقضي على البكتريا والجراثيم المسببة للعديد من الأمراض لكثير من المزروعات أو يشل حركتها.
فكيف لا نرحب به وأيامه ولياليه الباردة ومايتخللها من تجمع للأسرة حول مصادر الدفء الذي يعد من أغنى الذكريات التي تبقى عالقة في ذاكرة الأطفال الصغار والكبار .
إنه فصل النمو حيث تزداد قدرة الجسم على إفراز الهرمونات الخاصة بالنمو وبالمقابل ،صحيح أن بعض الأمراض تلازم هذا الفصل الجميل لكن بالوعي والانتباه وعدم الانتقال المفاجئ من الحرارة إلى البرودة والالتزام بالملابس المناسبة ..والتدفئة المعتدلة نستطيع الحد قدر الممكن منها وأهمها نزلات البرد والانفلونزا وليس آخرها ذاك الفيروس الذي احتل الصدارة في كل أنحاء العالم (الكورونا) ..واللافت لدى عامة الناس أن عشاق هذا الفصل كثر عن باقي الفصول ، لكن للأسف فإن نقص مستلزمات الحياة اللازمة لاجتيازه بحب وسلام من كهرباء ومحروقات وغيرها بات يؤرق محبي هذا الفصل حتى أصبح الجميع يعد الأيام والليالي لدخول الربيع ومايحمله من دفء وبشائر.. لما خلفه البرد من مآس وأمراض ونكبات على شريحة كبيرة ممن لايستطيعون تأمين أدنى متطلباته .