الثورن أون لاين – نيفين عيسى:
رغم مشاغل الحياة والمسؤوليات لدى الناس، إلا أن الكثيرين يعانون من أوقات الفراغ التي يتعاملون معها بشكل متباين ، حيث تبدو المسألة فرصة إيجابية من جهة وحالة لها محاذيرها من جهة أخرى.
أمل حسون تعمل مدرسة في المرحلة الابتدائية أفادت أنها تجد لديها متسعاً من الوقت بعد انتهاء عملها وتحاول استغلاله بطريقة مفيدة ،سواء من خلال هوايتها في التطريز أو الاعتناء بالمزروعات المنزلية في بيتها.
نضال حليمة أبٌ لشابين وفتاة ، يرى أن ابنه الأصغر (20 عاما) واجه مشكلة بسبب أوقات الفراغ ، إذ إنه عاطل عن العمل وقد اعتاد التجول برفقة أصدقائه الذين أخذ عنهم عادات وسلوكيات سلبية ، حيث يعود إلى المنزل في وقت متأخر بعد قضاء ساعات في لعب (ورق الشدة) والتسكع في الشوارع ، ويشير نضال إلى أنه نصح ابنه باكتساب حرفة تفيده أو ممارسة نوع من الرياضة ، ولكن دون جدوى.
وعن الحالة ذاتها تحدثت أم أنس عن عدد من أبناء الحيّ الذين لا يحاولون الاستفادة من أوقات الفراغ بالبحث عن عمل أو القراءة أو أي شيء مفيد، مبينة أنها تحرص على أن لا يختلط ابنها مع أبناء الحيّ الذين يهدرون أوقات الفراغ بأشياء لاتفيدهم بل إن بعضهم بدأت تظهر لديهم سلوكيات لاتنسجم مع عاداتنا وتقاليدنا.
ومن الحالات الإيجابية ما ذكره أنور عمران الذي استغل أوقات الفراغ بتعلم مهارات (الغرافيك) على الحاسب من خلال أحد أصدقائه، وهو ما استفاد منه لاحقاً عندما فقد عمله في محل الحلاقة وتمكن من تأمين وظيفة له كمصمم غرافيك.
البعض يقضي وقت الفراغ بالقراءة أو ممارسة نوع من الرياضة أو تنمية أي موهبة لديه ، فيما تمثل أوقات الفراغ عاملا سلبيا بالنسبة لآخرين يقضون أوقاتهم إما بمتابعة صفحات ومواقع على الانترنت التي لاتقدم ربما كل مايريده المرء من أشياء مفيدة وسارة للنفس ، بل إنها قد تساهم بتسميم أفكار الشباب في مجتمعنا ،وقد يتعلم البعض سلوكيات تضرهم وتتناقض مع مفاهيم وأخلاقيات عائلاتهم.
فأوقات الفراغ يمكن ملؤها بأمور وقضايا كثيرة نافعة وهنالك الكثير من الهوايات يمكن ممارستها كالرياضة المنظمة في النوادي وقراءة الكتب، فكانت ومازالت صحبة كتاب جيد تفتح أمامنا أفقاً آخر وعندما نغلقه ونعود لتفاصيل حياتنا تبقى تحمل في داخلنا ذكريات وتجارب من عوالم أخرى بعيدة طافت بها روحنا.