لن ترمي واشنطن علبة ثقابها التي تشعل بعيدانها فتيل حروب وأزمات، ولن تطفئ الحرائق الإرهابية التي أججتها على اتساع مساحة منطقتنا، إذ كيف لمن يستظل بمظلة الإرهاب ليعتدي وينهب ويسلب ويمارس طقوس اللصوصية والانتهازية أن يتخلى عنها، وكيف لمن يستثمر في عكر فوضى التخريب والتدمير أن يروقه ويرضيه أن يُسحب صاعق التفجير وتُخمد نار الإرهاب؟.
قلناها سابقاً في وقت احتدام معركة التنافس بين دونالد ترامب وجو بايدن، إن الذي يراهن على تغيير في صلب السياسة الأميركية وإن تبدل لبوس ثعالبها كمن يطارد خيط دخان، وإن من ينتظر من بايدن رتق ثقوب الأزمات التي اتسعت في عهد رعونة ترامب وبلطجته ويتوقع منه تبريد سخونة ملفات منطقتنا التي تم رفع درجة حرارة غليانها على نار الأطماع ووفقاً للميول العدوانية الصهيونية واهم وأفقه محدود.
فبرامج العمل السياسي والعسكري الأميركي يخط أجنداتها ويحدد بنودها اللوبي الصهيوني وهذه حقيقة لا لبس فيها، إذ أينما أشارت أصابع المتنفذين فيه والمتحكمين بمراكز صنع القرار في الولايات المتحدة وحددت(إسرائيل) إحداثيات عدائها وحقدها على اتساع الخريطة الدولية وخاصة في منطقتنا فثمة استهداف أميركي شرس بكل أشكاله السياسية والعسكرية العدوانية والاقتصادية.
فـ(إسرائيل) هي الأقرب إلى قلب بايدن كما أشار هو في برامجه الانتخابية أولاً ثم في خطاب تنصيبه رئيساً لأعتى قوة إرهاب عالمي، وهي الآمرة والناهية وصانعة قرارات البيت الأبيض سواء كان بايدن من يحكم أو غيره، وما عليه إلا تقديم صكوك الطاعة والامتثال على مذبح استقلال قرارات أميركية زائف وديمقراطية وهمية لا تحمل من اسمها إلا وصول المرشح الذي تدعمه أكثر (إسرائيل)وترى أنه في المرحلة الحالية سيستكمل ما بدأه ترامب من إغداق للهبات المجانية لكي ينال الرضا الصهيوني.
بعيداً عن ما في جعبة بايدن من سهام مسمومة يجري تصويبها حسب خرائط الاستهداف الصهيوني، فملامح المرحلة القادمة تدلل عليها مؤشرات الحراك الأميركي الملغوم على الأراضي السورية ومحاولة تفخيخ المشهد مجدداً وخاصة في الشرق السوري عبر إخراج داعش من جحوره التي تخبئه واشنطن بها، والتسعير العدواني الذي تمارسه (قسد) لإطالة أمد الوجود الاحتلالي الاميركي.
وبعيداً عن زوابع التضليل والتجييش ومحاولة التأليب على الدولة السورية التي اعتدناها كلما اطبقت كماشة الميدان على خبث تحركات محور العدوان وأدواتهم، فإن ما كتبه حبر الميدان في سورية لن تمحوه أي متغيرات دولية فما أُنجز راسخ ومحصن ومتين.
ومهما حاولت أميركا النفث في عُقد شرورها والنفخ في رماد أدوات إرهابها فوحده الميدان وثبات الدولة السورية وصمود شعبها وبسالة جيشها من صاغ أبجدية النصر ونقشه على امتداد الخريطة السورية وعلى اتساع جغرافيتها، ووحده فقط من يضبط إيقاع أي مواجهة قادمة مهما تنوعت أشكالها ويرسم آفاق الانتصارات المستكملة لتحرير كلّ التراب السوري.
حدث وتعليق – لميس عودة