الثورة أون لاين – فؤاد الوادي:
رسائل كثيرة أراد الجيش العربي السوري إيصالها لكل أطراف الإرهاب وأدواته ومرتزقته من وراء عملياته النوعية التي قضى فيها وبوقت قياسي على مجموعتين إرهابيتين في بادية دير الزور قامتا بالاعتداء خلال الأيام القليلة الماضية على المدنيين وارتكاب المجازر بحق الأبرياء ورجالات جيشنا الباسل .
أبرز تلك الرسائل وأهمها أن قرار الحسم كان ولا يزال وسيبقى بيد الجيش العربي السوري الذي يختار التوقيت والزمان والمكان المناسبين لسحق أي مجموعة إرهابية ، وهذا يعني أن زمام ومفاتيح الميدان وحده الجيش العربي السوري من يملكها ، أي هو وحده الذي يعرف ويحدد متى يبدأ المعركة ووحده الذي يعرف ويحدد متى ينهيها .
عمليات الجيش العربي السوري تشرٍّع الأبواب على كافة الخيارات والاحتمالات التي من المؤكد أنها سوف تكون كارثية على كل أطراف الإرهاب وأدواته ومرتزقته ، في ظل التصعيد المتواصل من منظومة الإرهاب والذي على ما يبدو يهدف إلى خلط الأوراق والعبث بعناوين المشهد ، قبيل استحقاقات هامة سوف يثبت فيها الشعب السوري مجدداً أنه صاحب الإرادة المطلقة في رسم وتحديد مساراته وخياراته ومستقبله .
وبحسب المعطيات والوقائع ، يبدو أن منظومة الإرهاب تحت الإمرة الأميركية قد أخذت قرارها بالتصعيد خلال الأيام المقبلة ، وهذا ما يرسم ملامح المواجهة القادمة التي قد تكون الأشرس والأصعب ، على اعتبار أنها تأتي في الربع الأخير من الساعة ، وبالتالي فإن كل الاحتمالات والخيارات محكومة بتطورات اللحظة ، ولعل التصعيد الذي تقوم به المجاميع الإرهابية بشتى ألوانها ومشاربها ، يؤكد ويجسد هذه الحقيقة على الأرض، لاسيما ما تقوم به مجموعات قسد الإرهابية التي بلغت في ممارساتها الوحشية والإجرامية كل مبلغ ، وهذا بحكم شراكتها وعلاقتها مع المحتل الأميركي ، وهذا ما يؤكد إصرارها على المضي بطريق الأوهام والرهان على الاحتلال الأميركي برغم الهزائم والإخفاقات المتواصلة التي حصدها الأخير على كل الجبهات الميدانية والسياسية ، لاسيما في ظل تنامي حالة الغضب والرفض الشعبي لها في مدينة الحسكة ومناطق الجزيرة والدير .
الجيش العربي السوري كان وما يزال وسيبقى هو صاحب الكلمة الفصل في الميدان ولن تقف في طريقه أي من المجموعات الإرهابية مهما بلغت من دعم وتسليح ، وكل ما تقوم به منظومة الإرهاب من حصار وعقوبات وممارسات إرهابية وإجرامية هو جزء لايتجزأ من الحرب الإرهابية المتواصلة على شعبنا العظيم ، سواء أكان ذلك بشكل مباشر أم غير مباشر ، وهذا من أجل دفعه للخضوع والاستسلام والتنازل عن الثوابت والحقوق والقبول بالشروط والإملاءات الأميركية والصهيونية .
إن الواقع بقواعده ومعادلاته بات أكبر من كل محاولاتهم تغييره والعبث به ، وهو الأمر الذي يجسد حقيقة أضحت ساطعة وثابتة ، وهي عجز أولئك المرتزقة والإرهابيين عن قلب الواقع وتبديل عناوينه ، وهذه حقيقة يتوجب عليهم فهمها وإدراكها جيداً ، أي إن كل ممارساتهم الإرهابية التي تهدف إلى مراكمة الضغط والحصار والعبث بحوامل المشهد هي محاولات مصيرها كسابقاتها الفشل المحتوم ، وبالتالي فهي ليست إلا تضييعاً للوقت ومقارعة لطواحين الهواء