الثورة أون لاين – فاتن حسن عادله:
أضحى القلق والتهديد من هجمات يمينية متطرفة يسيطر على العاصمة الأميركية واشنطن بشكل كبير منذ هجوم أنصار الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب على الكونغرس في 6 الشهر الجاري ، حيث الخوف يتملك الغالبية السياسية والعسكرية والأمنية في شكل يبين أن حساب خسارة ترامب لصالح الديمقراطيين أصبح مفتوحاً .
وأن محاولة الانقلاب والتمرد عليهم قائمة ولم تنته بعد ، خاصة وأن ترامب أمام محاولة عزل ثانية لم يتخل الديمقراطيون عن مساعيهم لمحاسبته رغم الصعوبات التي تعترضهم .
فرغم مرور نحو أسبوع على تنصيب جو بايدن رئيساً في 20 الشهر الجاري دون أحداث شغب أو عنف أو إرهاب ، إلا أن التهديدات لا تزال قائمة وفق تصريحات وتحليلات المسؤولين الأميركيين لرفضهم بايدن كرئيس ، وهو ما عبَّرت عنه وزارة الأمن الداخلي الأميركية أمس الأربعاء معلنة حالة التأهب ضد الإرهاب على مستوى البلاد ، حيث المعلومات تبين أن بعض المتطرفين العنيفين ذوي الدوافع الأيديولوجية الذين يعترضون على ممارسات السلطة الحكومية والانتقال الرئاسي ، يمكن أن يواصلوا التعبئة للتحريض على العنف أو ارتكابه” .
وحسب ما نقلت وكالة “فرانس برس” ، رأت الوزارة أن التهديد المتزايد بالهجوم “سيستمر في الأسابيع التي تلي التنصيب مؤكدة في الوقت ذاته أنه “ليس لديها أي معلومات تشير إلى مؤامرة محددة وذات مصداقية .
ومنذ الهجوم على الكابيتول الذي وصف بأنه تمرد ، اعتقل أكثر من 150 شخصاً بينهم أعضاء في جماعات مسلحة متطرفة ، وحثت الوزارة الجمهور على الإبلاغ عن الأنشطة المشبوهة والتهديدات بالعنف ، ما جعل من هذا الخوف والتهديدات المستمرة دافعاً للإبقاء على الحراسة الأمنية ، حيث أعلن القائم بأعمال وزير الحرب الأميركي جون ويتلي أن الآلاف من جنود الحرس الوطني الأميركي الذين تم نشرهم في واشنطن لحماية حفل تنصيب بايدن سيبقون في مواقعهم حتى منتصف آذار المقبل للرد عليها في حال حدثت .
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن ويتلي قوله : إنه ومسؤولين آخرين جرى اطلاعهم على مخاطر محتملة تحيط بمناسبات عدة في واشنطن خلال الأسابيع المقبلة موضحاً أن المسؤولين الأمنيين قلقون من احتجاجات قد تستخدمها جهات فاعلة خبيثة أو من مشاكل أخرى قد تظهر .
وفي حين كشفت وسائل إعلام أميركية قيام ترامب بتأسيس مكتب للظهور العام والتصريحات الرسمية من أجل العمل في المستقبل ، حيث هو مستمر بمواجهة الديمقراطيين الذين يتهمهم بتزوير الانتخابات ، يناقش أعضاء مجلس الشيوخ فيما بينهم الكثير من المحاولات التي من شأنها انتقاد ولوم ترامب بشأن الهجوم الأخير على الكونغرس .
ونتيجة لعدم تحصيل عدد كبير من الأعضاء الموالين للفكرة فمن الواضح أن ترامب مهيأ فعلاً للحصول على تبرئة ثانية من المحكمة ، بحسب ما ذكرت صحيفة “ذا هيلthehill” الأميركية .
وبهذا الخصوص أوضحت السيناتور سوزان كولينز أن هذا القرار كان من المفترض أن يكون بدلاً من إجراء محاكمة بحق ترامب واتخاذه قراراً رسمياً فيما لو تمكنوا من حصد 60 صوتاً من الأعضاء وتمريرها إلى مجلس الشيوخ ، ولكن لم يصلوا حتى الآن لأكثر من 45 صوتاً ، وهذا ما يجعل فكرة محاكمة ترامب تواجه الكثير من العقبات السياسية والقضائية على حد سواء ، بحسب الصحيفة .
ورغم ذلك فإن القيادة الديمقراطية في البلاد لا تنوي التراجع عن محاكمته علماً أنها قد لا تمتلك عدد أصوات كاف لإدانته ، إلا أن الجمهوريين قد أعربوا عن إحباطهم الكبير بعد الهجوم الأخير على الكونغرس ، فيما أمل السيناتور ديك دوربين في حديث له بانضمام عدد أكبر من الأعضاء ليتمكنوا من محاكمة ترامب ، وإلا سيلجؤون لحلول بديلة تمكنهم من تحقيق مبتغاهم هذا