هل تحاورون أبناءكم

الثورة أون لاين – خلود حكمت شحادة:  

لعل الثقة بالنفس من أهم العوامل التي تؤثر على المراهقين وعلى صحتهم النفسية خاصة في فترة النمو المتعلقة بسنوات المراهقة وتلعب تلك الثقة دوراً أساسياً في التأقلم مع هذه الفترة الصعبة من مراحل حياتهم خاصة في ظل الضغوطات الحياتية اليومية التي تواجه الأسرة بمجمل أفرادها.
ما المقصود بتدني احترام المراهق لذاته وما الأسباب؟ وكيف ينعكس هذا على حياته اليومية ومستقبله؟ والسؤال الأهم كيف يساعد الأهل الأبناء في هذه المرحلة العمرية الحساسة؟
عندما نتكلم عن تدني احترام المراهق لذاته نكون بذلك نتكلم عن شعورهم تجاه أنفسهم ومدى حبهم لشخصيتهم ورضاهم عن مظهرهم الخارجي وتصرفاتهم وإدراكهم للصفات الإيجابية والتصرف على طبيعتهم مع الآخرين والأهم نظرة المحيط لهم وحبهم لهم، أم يراودهم الشك بتقدير الآخرين لهم هي تساؤلات أجابنا عليها مراهقون ممن هم في سن الثالثة عشر وما بعد من طلاب المدارس والسنوات الجامعية الأولى.
ذكر الأسماء والتوصيف الدراسي ليس على جانب كبير من الأهمية لأن تشابه الأفكار والحاجات يوضح أن الأغلبية منهم غير راض عن مظهره الخارجي واعتبره سطحياً وعادياً وأحياناً عابراً حيث أنه يعمل على تغيير هندامه وشكله وربما تسريحة شعره سواء من الذكور أم الإناث ليتناسب مع أقرانه ممن يرى فيهم الأفضل إلا أن الاهتمام بالمظهر الخارجي واضح لدى الإناث أكثر ولكن شكواهم كانت من عدم تجاوب الأهل في كثير من الأحيان على تلبية احتياجاتهم لهذه الأمور في حين يراها الأهل كماليات في ظل غلاء المعيشة وعدم القدرة الشرائية لتلبية رغبات وطلبات قد تزيد عن الحدود المسموح بها لميزانية تلك الأسرة لدرجة امتعاض القليل من المراهقين أن أهلهم لا يتفهمون احتياجاتهم تلك.
كما كان التنمر على بعضهم البعض واضحاً والانتقاد اللاذع لتصرفات البعض من قبل شللية الأصدقاء أثر سلباً على تعاملهم مع بعضهم وثقتهم بأنفسهم.
وبالتوجه إلى الأهل لاحظنا أن الأسر التي تحترم المراهق وتراعي تبدلاته الجسدية والنفسية وتوضح له ذلك عن طريق الحوار البسيط لبناء شخصيته المستقلة التي غالباً ما يسعى المراهق لإغلاق أبواب الحوار مع أهله والابتعاد بخصوصيته عنهم، وهنا يختلف الحال من أسرة لأخرى لنجد من يستمع لحديث مراهق ويعامله كناضج ويبتعد عن الانتقاد والتنمر ليصل معه إلى حوار بناء وأسس للتعامل السليم عن طريق احتواء حزنه وقلقه في أبسط الأمور دون الاستهزاء بمشاعره.
وبالمقارنة مع أسر أخذتها هموم الحياة وعدم فهم مرحلة المراهقة نرى التنمر ينتقل من الأهل ليمارسه الأبناء على بعضهم وأصدقائهم ويسقطوا في متاهة مرحلة عمرية حساسة تؤثر على مستقبلهم لاحقاً.
ونحن اليوم في مجتمع يتعرض لكافة الضغوطات الحياتية، إذ بتنا بحاجة لحوار بناء بدءاً من طفل أي أسرة لمراهق وحتى مرحلة الشباب جميعنا يحتاج لتوعية نفسية واحتواء أزمات الحياة تحت سقف وطن يخرج من أزمة صعبة فرضت عليه التحدي والصبر والعيش بالممكن دون النظر بعين التشاؤم لفترة زمنية صعبة. لذلك فالمراهق اليوم هو مستقبل الغد وعلينا تشذيب وتهذيب أخلاقه وتعزيز ثقته بنفسه وقدرته على النجاح والتغيير وبناء وطنه من جديد لضمان مستقبل أفضل.
والأهم أن يمتلكوا المستقبل وليس انتظار الأهل لبناء مستقبلهم فحياتهم ملكهم ومستقبلهم عملهم وثقتهم بأنفسهم، فهم قادرون على التغيير في المستقبل كما التغيير في شكلهم الخارجي وعاداتهم لتخطي الضغوطات الاجتماعية والنفسية.
والحديث عن الفشل مع الأبناء شعور طبيعي كوننا معرضين للفشل والحل يكمن في عدم إظهار خيبة الأمل فالفشل في أمر معين أو تصرف ما من قبل الابن أو البنت ليس النهاية، السؤال هنا يوجه لهم ما الفائدة والعبرة التي تحققت من الفشل وليس الخسارة وضياع الثقة بالنفس وبالآخرين.
دور الأهل يظهر في عبارات الدعم النفسي والمدح وليس التنمر والتأكيد على وجود المراهق ودوره في الحياة اليومية والمستقبلية وعدم الطلب منهم ما يفوق طاقاتهم وتشجيعه على تقبل نفسه ليحب ذاته ومحيطه ووطنه على الرغم من ظروف المعيشة الحالية والمرحلة العمرية التي طلباتها تفوق قدرة من يعيشها ومن يرعاها.

عالم افتراضي..

يعتبر المراهق نفسه أنه أصبح ناضجاً وله حياته الخاصة ولا يسمح لأهله بالتدخل بأفكاره وكيفية تعبيره عنها فهو يعتقد أنهم من جيل تقليدي مختلف ومحافظ وغير قادر على فهم أفكار جيله لذلك نجده في مواقع التواصل الاجتماعي شخصية مختلفة عما هو عليه، يكتب ويعبر بالطريقة التي يحبها رافضاً صداقة الأهل على مواقعه الخاصة كي يبتعد عن مراقبتهم له وانتقادهم لتصرفاته ومشاعره.
وهنا النصيحة للأهل تكمن في احترام تلك الخصوصية وليس الابتعاد عنها بل خلق الحوار حول نشاطات الأبناء على صفحات التواصل الاجتماعي ودعمهم للاستفادة بالشكل الأمثل من تلك التقنية التي احتلت حياة الجميع مراهقين وأطفال وناضجين وكل بما يراه مناسباً له، ويمكننا تعديل سلوك المراهق بالحوار لتخطي كل الصعوبات والابتعاد عن العنف المنزلي سواء اللفظي أم الاقتصادي أم العاطفي للوصول إلى تفاهم معين ومناقشة أمورهم وتحفيزهم على العطاء والالتزام بمسؤولياتهم والابتعاد عن اللامبالاة فنحن اليوم بأمس الحاجة لجيل واع قادر على البناء والعطاء ووحده الحوار وتحقيق الذات والثقة ينقذنا من مطبات نحن بغنى عنها يكفينا ما تعرضنا له في سنوات سابقة لنعمل اليوم على بناء الإنسان أولاً كفرد والأسرة كنواة لمجتمع ناضج مبتعدين عن الإحباط متطلعين إلى مستقبل نضعه أمانة بيد أبنائنا اليوم ليكون زادهم وحياتهم فيما بعد.

 

 

آخر الأخبار
الرئيس الأسد يصدر قانون إحداث وزارة “التربية والتعليم” تحل بدلاً من الوزارة المحدثة عام 1944 هل ثمة وجه لاستنجاد نتنياهو بـ "دريفوس"؟ القوات الروسية تدمر معقلاً أوكرانياً في دونيتسك وتسقط 39 مسيرة الاستخبارات الروسية: الأنغلوسكسونيون يدفعون كييف للإرهاب النووي ناريشكين: قاعدة التنف تحولت إلى مصنع لإنتاج المسلحين الخاضعين للغرب الصين رداً على تهديدات ترامب: لا يوجد رابح في الحروب التجارية "ذا انترسبت": يجب محاكمة الولايات المتحدة على جرائمها أفضل عرض سريري بمؤتمر الجمعية الأمريكية للقدم السكرية في لوس أنجلوس لمستشفى دمشق الوزير المنجد: قانون التجارة الداخلية نقطة الانطلاق لتعديل بقية القوانين 7455 طناً الأقطان المستلمة  في محلجي العاصي ومحردة هطولات مطرية متفرقة في أغلب المحافظات إعادة فتح موانئ القطاع الجنوبي موقع "أنتي وور": الهروب إلى الأمام.. حالة "إسرائيل" اليوم السوداني يعلن النتائج الأولية للتعداد العام للسكان في العراق المتحدث باسم الجنائية الدولية: ضرورة تعاون الدول الأعضاء بشأن اعتقال نتنياهو وغالانت 16 قتيلاً جراء الفيضانات والانهيارات الأرضية في سومطرة الأندونيسية الدفاعات الجوية الروسية تسقط 23 مسيرة أوكرانية خسائر كبيرة لكييف في خاركوف الأرصاد الجوية الصينية تصدر إنذاراً لمواجهة العواصف الثلجية النيجر تطلب رسمياً من الاتحاد الأوروبي تغيير سفيره لديها