ما بعد بريكست.. معركة الانفصال بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي تتحول إلى حرب حول اللقاحات المضادة لكورونا
الثورة أون لاين:
بعد خلافات ومناوشات سياسية واقتصادية استمرت على مدى أكثر من أربع سنوات وانتهت بخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي أواخر العام الماضي اندلعت حرب جديدة بين الطرفين لكن هذه المرة حول اللقاحات المضادة لفيروس كورونا وسط تهديد التكتل الأوروبي بمنع ملايين الجرعات من اللقاح المضاد من الوصول الى البريطانيين.
الخلاف الجديد بين لندن وبروكسل يدور وفق هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي” حول خطط المفوضية الأوروبية لفرض آلية جديدة تمنع تصدير اللقاحات المضادة لكورونا وسط مخاوف من مواجهة نقص حاد في هذه اللقاحات لتثير هذه الخطوة مخاوف كبيرة لدى بريطانيا من احتمال وقف تدفق لقاح “فايزر بيونتيك” الذي يتم تصنيعه أساسا في بلجيكا وعقدت لندن صفقة لشراء 40 مليون جرعة منه.
تحرك الاتحاد الأوروبي لمنع تصدير لقاحات كورونا يأتي ردا على إعلان الشركة البريطانية السويدية “استرازينيكا أكسفورد” تأخر حصول الاتحاد على حصته من جرعات اللقاح حيث كان من المتوقع أن تصل إلى 80 مليون جرعة بحلول نهاية اذار المقبل إلا أن الشركة قالت إنها لن توفر سوى 25 مليونا بحلول هذا الموعد.
صحيفة الاندبندنت البريطانية اعتبرت أن الاتحاد الأوروبي سيستخدم “كل الوسائل الشرعية” لعرقلة تصدير لقاح فايزر المضاد لكورونا إلى بريطانيا وسط النقص في التوريدات مشيرة إلى أنها اطلعت على رسالة مسربة لرئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل قال فيها إن بروكسل تدرس “إجراءات عاجلة” لضمان توريدات اللقاح لسكان الاتحاد.
الجانب السياسي في حرب اللقاحات بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي يتضح جليا إذ أن لندن تصر على إبراز تمكنها من تلقيح ضعف ما لقحته الدول الأوروبية ككل كما أنها تحاول التركيز على مكاسب الانفصال عن الاتحاد الأوروبي ونجاح عملية بريكست والترويج لهذه الفكرة بين البريطانيين.
رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون در لايين تفاخرت الأسبوع الماضي أمام القادة الأوروبيين في القمة التي خصصت لجائحة كورونا بأن الاتحاد الأوروبي يملك “أكبر حافظة لقاحات في العالم” وأن حملات التطعيم التي بدأت أواخر الشهر الماضي ستؤمن المناعة لثلاثة أرباع سكان الاتحاد بحلول فصل الصيف المقبل لكن ما لبثت معظم حكومات الدول الأعضاء في الاتحاد أن أعلنت عن إعادة جدولة حملات التطعيم بعد أن أبلغت تأخير تسليم الكميات الموعودة من شركة أسترازينيكا التي كانت شركة فايزر قد سبقتها قبل أيام بالإعلان أيضاً عن تأخير تسليم الدفعات المقررة في النصف الأول من الشهر المقبل.
الاتحاد الأوروبي الذي قام بتمويل لقاح استرازينيكا في جامعة اوكسفورد بما يزيد على 350 مليون دولار يهدد الان باسترجاع جزء من هذا المبلغ وفيما يؤكد رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون بأن توزيع لقاح أكسفورد سيستمر إلا أن تقارير إعلامية وأخرى صحفية في بريطانيا أضافت إلى التوترات بين لندن وبروكسل مع نشر بعضها مقالات تحمل عناوين مثل “حرب اللقاحات” و”الاتحاد الأوروبي يمنع لقاحاتنا”.