الثورة أون لاين – عائدة عم علي:
بهدف تحقيق الأطماع والمصالح الأمريكية والغربية والصهيونية تواصل ميليشيا “قسد” ارتكاب جرائمها بحق أهالي الجزيرة السورية، تنفيذا لأوامر وتعليمات مشغليها في سياق مخططهم الرامي لتكريس وجودها الاحتلالي، لتثبت بذلك أنها مجرد أداة من أدوات المشروع الصهيو-أميركي المعد لسورية ودول المنطقة، ولاسيما محور المقاومة الذي يقف عائقا أمام تنفيذ هذا المشروع التوسعي والاحتلالي خدمة للمخطط الصهيوني في المنطقة.
جرائم “قسد” من التنكيل والقتل والاعتقال وقطع المياه عن السوريين، كلها تصب في إطار دفع سكان المنطقة الأصليين لترك بيوتهم وأراضيهم، لفرض واقع ديموغرافي جديد يتناسب مع أجندات منظومة العدوان والإرهاب، وهذا ما يمارسه أيضا نظام أردوغان ومرتزقته الإرهابيين في الكثير من المناطق التي يحتلونها في تلك المنطقة، الأمر الذي يؤكد التماهي المطلق بين أدوات العدوان والإرهاب التي تستخدمها الولايات المتحدة في الحرب الإرهابية التي تشنها على الشعب السوري، لتحقيق أجندات عدوانية تهدف لتغيير خرائط المنطقة السياسية والجغرافية بما يخدم ما يسمى مشروع “الشرق الأوسط الكبير” الذي تسعى حكومتا الإرهاب الصهيوني والأميركي لتحقيقه.
فكل الانتهاكات والممارسات الإجرامية التي تقوم بها ميليشيا “قسد” من حصار وقتل وتجويع، وتهجير قسري لأهالي الجزيرة، وسرقة أراضيهم وممتلكاتهم، والعمل على تغيير المناهج الدراسية، وحرمان الأطفال من التعليم، تعزز حقيقة ارتباطها بالمشروع الصهيو-أميركي، وسبق لمتزعميها أن فتحوا الأبواب على مصراعيها لدخول مسؤولي العدو الصهيوني إلى منطقة الجزيرة، والجميع يشاهد اليوم أساليب القمع الوحشية التي يمارسها أولئك المرتزقة بحق الأهالي المنتفضين ضد المحتل الأميركي، وهذا دليل إضافي على حقيقة انتمائهم وولائهم، فهم لا يختلفون عن باقي التنظيمات الإرهابية سوى بالاسم فقط، حتى أن قسما كبيرا من مرتزقة هذه الميليشيا كانوا في صفوف تنطيم “داعش ” الإرهابي، الذي تعمل هذه الميليشيا على حماية متزعميه في معسكرات التدريب المختبئين فيها تحت مسمى “سجون”، فالحقيقة أن تلك السجون هي مراكز إقامة مؤقتة لإرهابيي هذا التنظيم، بدليل أن قوات الاحتلال الأميركي تنقلهم بين الفترة والأخرى لشن العمليات الإرهابية ضد المدنيين ومواقع الجيش العربي السوري، ورأينا ذلك في الفترة الأخيرة من خلال سلسلة الجرائم التي ارتكبها أولئك الإرهابيون في منطقة البادية، بحماية من قوات الاحتلال الأميركي، ومرتزقة “قسد”.
رفع وتيرة الإجرام والإرهاب من قبل “قسد” لا يمكن فصله عن إطار التصعيد الأميركي والأوروبي في سياق تكامل الأدوار لأقطاب محور العدوان، بهدف حشد المزيد من الضغوط على الدولة السورية، ومحاولة تكبيلها بسلسلة من التهديدات الموازية لحصار اقتصادي جائر، حيث يسعى المحتل الأميركي إطالة أمد وجوده غير الشرعي عبر تشبثه بورقته “قسد”، بعد أن فقد ذريعته الأساسية “داعش”، ومن الواضح تماما أن مرتزقة الميليشيا العميلة تؤدي الدور القذر المناط بها أميركيا وصهيونيا، بعدما تمترس أولئك المرتزقة خلف الوعود الاستعمارية للدول المشغلة لهم، ولكنهم سرعان ما سيكتشفون أنهم مجرد أداة رخيصة سيتم رميهم بمجرد انتهاء صلاحيتهم، لاسيما وأن المقاومة الشعبية التي يبديها أهالي الجزيرة عبر احتجاجاتهم المتواصلة رغم سياسة القمع المفرط التي يتعرضون لها، بدأت تتنامى وتتصاعد، ولابد من أنها ستثمر في النهاية انتصارا مدويا على الغزاة المحتلين وأدواتهم الإرهابية.