الثورة أون لاين – فؤاد الوادي:
أحمق وأبله ذلك الذي لا يتعلم من تجارب ودروس التاريخ، هذه هي حال ميليشيا “قسد” الإرهابية التي لا تزال تراهن على المحتلين والغزاة الأميركيين لتحقيق طموحاتها وأوهامها الانفصالية، الأوهام التي حملتها بعيداً نحو الانفصال كلياً عن الواقع وحقائق الجغرافيا والتاريخ.
(قسد) الإرهابية تمعن في إرهابها ضد أهلنا في الحسكة والجزيرة السورية بشكل عام بعد أن باتت جزءا لا يتجزأ من المشروع الصهيو- أميركي، وها هي اليوم وبحكم تشابك وترابط الوظائف والأهداف والأدوار تستمر بتنفيذ الأجندة الأميركية ضد الشعب السوري، حيث تتماهى بإرهابها وإجرامها مع سيدها الأميركي، لجهة مواصلتها للأسبوع الرابع حصار وتجويع وإرهاب أهلنا في الحسكة والقامشلي ودير الزور والرقة، في وقت يصمّ فيه المجتمع الدولي بمنظماته الحقوقية والإنسانية أذنيه ويغمض عينيه عن رؤية هذا الجرائم الممنهجة التي تقوم بها هذه المجاميع الإرهابية بدعم وتحريض من الاحتلال الأميركي الذي يدعي محاربة الإرهاب والحرص على مصالح السوريين، ليتأكد مجدداً زيف تلك الشعارات التي أطلقتها هذه المليشيات من أنها تريد الحرية والديمقراطية والعيش بأمان وسلام.
فكل ما يجري من تصعيد متدحرج منذ أسابيع لأطراف ومنظومة الإرهاب بشقيها الأصيل والوكيل، بات يعكس عجز هذه المنظومة عن خلط الأوراق أو تغيير الواقع على الأرض، ومن الواضح هنا أن مرتزقة (قسد) الإرهابية لا تزال تراهن على الاحتلال الأميركي لتحقيق أوهامها وطموحاتها الانفصالية والتقسيمية، إلا أن الملفت في الأمر أن كلا الطرفين، “قسد” من جهة والمحتل الأميركي من جهة أخرى، لا يزالان يتجاهلان حقيقة استحالة قيام مشروعهما في سورية، ولا بد من تذكير إرهابيي “قسد” مجدداً أن ارتماءهم في أحضان الاحتلال الأميركي ومشاركته في كل جرائمه وإرهابه، مقابل تحقيق أوهامهم الانفصالية ينزع عنهم حقوق المواطنة كسوريين ويجعلهم أعداء لبقية أبناء الوطن ممن يؤمنون بوحدة سورية واستقلالها وسيادتها وسلامة أراضيها، مع أنهم يتجاهلون أن الأميركي نفسه الذي لم يستطيع أن يحقق أحلامه وطموحاته في سورية باعتراف العديد من سياسييه وسفرائه، بسبب الصمود الأسطوري المتواصل لشعبنا العظيم وتضحيات وبطولات جيشنا الباسل، فكيف لهذا المحتل أن يحقق لمرتزقته طموحاتهم وأوهامهم ؟، وهنا المغالطة الكارثية والمفارقة العجيبة التي يقعون بها!.
يجب أن تدرك هذه الميليشيا الإرهابية أنها مهما بغت وطغت وتجبرت وتطاولت وتمادت برعاية المحتل الأميركي في إرهابها وإجرامها ستبقى في النهاية مجرد ورقة بيد الأميركي يساوم عليها الجميع لتحقيق مصالحه عدا عن كونها بالأصل مجرد وقود لمشروع صهيو- أميركي سيفشل، وقد بدأ الأميركي يتيقن من أنه وصل إلى حائط مسدود، وأن هزيمة مشروعه في الميدان السوري، باتت أمراً واقعاً مهما حاول إنكار أو تجاهل ذلك.
السابق