الإصـــلاح الـديني الكبيــر

 الملحق الثقافي:د. دريد عوده : 

لعلَّ الحوار بين الأديان أكثر ما يحتاج إليه العالم، وبخاصة عالمنا المشرقي الذي شهد، ولا يزال، أعتى ردّة دينية ظلامية عرفتها البشرية عبر التاريخ، ردّة ظلامية تهدِّد شخصيتنا الحضارية، لا بل وجودنا من الأساس، بشراً وحجراً، دولاً ومجتمعات، تراثاً وثقافةً ومدنيةً وعمراناً.
والأخطر أن هذه الردّة العاتية تتقاطع مع أطماع القوى الخارجية، العالمية والإقليمية، التي تغذّيها بالمال والسلاح والإعلام والتعبئة المذهبية الإيديولوجية، للسيطرة على بلداننا وشعوبنا ومقدّراتنا وخيراتنا.
وهكذا لم يعد الحوار بين الأديان بالنسبة لنا ترفاً فكرياً، بل هو مسألة وجودية يتعلّق بها بقاؤنا أو اندثارنا: هو أولى ضروراتنا الحضارية والسياسية والاجتماعية والحياتية كمفكرين ورجال دين متنورين وقادة حقيقيين.

ربط الحوار بالإصلاح الديني
يؤشّر الواقع البائس والدامي، إلى أن الحوار بين الأديان قد باء بالفشل الكارثي، إذ بقي سطحياً ولم يلامس جوهر الخلافات العقيدية الدينية، وهي أولى أسباب الحروب والنزاعات الدينية، ويعتبر كثيرون أن طرح الأفكار الخلافية الكبرى سيؤدي إلى نسف الحوار، بخاصة مع تمترس الأفرقاء جميعاً في خنادقهم اللاهوتية والفقهية، وهكذا بقي “حوار الأديان” دردشات ومجاملات، ولم يتحلَّ “المتحاورون” بالشجاعة اللازمة، بل لم يرتفعوا إلى مستوى المسؤولية التاريخية والأخلاقية، لطرح الأمور كما هي أو ربما لتغيير المقاربات الحوارية التقليدية التي لا تغني ولا تُسمن، وهكذا بقيت أطروحات حوار الأديان، نظرية تنظيرية باهتة، وقابعة في الأبراج العاجية، فيما الأرض من تحت صفيح نار والدم يُهرَق مدراراً.
لقد استقال العقلاء من مهمّاتهم الإنسانية والأخلاقية، وأخلوا الساحة للظلاميين ولأولئك النافخين في بوق “صموئيل هانتنغتون”: بوق “صدام الحضارات والأديان”. والأدهى أن “مرجعيات دينية” كثيرة انخرطت في “وضوء الدم” وكانت العقل المدبِّر والمحرِّض للتكفيريين الظلاميين؛ فقهاء تمنطقوا بعباءة الفتنة الدينية والطائفية والمذهبية: وجد البعض في التكفيريين جيشهم الفاتح.
هذا، وبقيت مرجعيات أخرى على الحياد، لاعتبارها التكفيريين صِبية مضلَّلين؛ فظلّت فتاوى الدم سيدة الساحة، وفتاوى الحق في أدراج الصمت بل والرضا المبطَّن الشائن، وغاب أيضاً صوت معظم المفكرين والمثقفين إزاء الردّة الظلامية، وكثيرون منهم غضّوا الطرف عنها تحت شعار قلب الأنظمة وتحقيق الحرية، وآخرون باعوا أنفسهم بثلاثين من فضة: شعراء بلاط اتخذوا مهنة كتبة وفرّيسيين.
لقد استقال هؤلاء من مسؤولياتهم الحضارية والثقافية والأخلاقية، وتركوا قيادة عربة التاريخ والحضارة إلى الهاوية في يد الرعاع.
أمّا وثيقة “الأخوة الإنسانية” بين الفاتيكان والأزهر، فهي، على أهميتها، بقيت في الأدراج فيما جمر الحروب الدينية مستعر أو خابٍ تحت رماد الصراعات السياسية الدولية.
قد يقول قائل: إنه صراع الأمم اللابس زيفاً جلباب الدين، حسناً، لكن هذا يعني أن الفتنة الدينية قائمة على الدوام، و”شياطين” الأديان يقودوننا إلى جهنّم.
المؤامرات والأطماع الخارجية قائمة: إنها لعبة الأمم التي تتوسّل كل شيء لتحقيق مصالحها فالأمم، كالأفراد، تملي نزعتها للسيطرة وأطماعها وأنانياتها عليها تصرفاتها العدوانية والتوسعية: إنها إرادة القوة، هكذا تكلّم نيتشه.
لكن، والحق يُقال، هناك عوامل دينية “موضوعية”، حقيقية، لصراع الأديان: الخلافات اللاهوتية والفقهية حطب صراع الأمم.
ولِمَ لا نقول إنه صراع الأديان المتقادم في هندام صراع الأمم، وبزَّاتِ الجيوش الحديثة؟.. فلا نستخفنَّ، نحن العلمانيين، بجيوش السموات السبع.

الإصلاح الديني المنتظر
يقيني أن فشل حوار الأديان، وبالتالي استمرار حروبها وفتنها، يعود إلى عدم ربطه بالإصلاح الديني الحقيقي: أسمّيه الإصلاح الديني الكبير.
لا أتكلم هنا عن إصلاح داخل كل دين على حدة، وإنما إصلاح يشمل الأديان قاطبة وفق أسس ومعايير كونية (universal) ترتبط بجوهر الدين كدين، وليس إصلاحات واجتهادات داخلية ضيقة ترتبط بطقوس وشكليات أو حتى بخلافات جوهرية حول تفسير النصوص الدينية.
يقيني أيضاً، أن هذا الإصلاح الشامل كل الأديان، لا يمكن أن يقوم به رجال الدين، اللاهوتيون والفقهاء، أنفسهم.
أولاً، لكونهم أولاد المؤسسة الدينية، يرتبطون بامتيازاتها ومصالحها المتشعِّبة، وقد تحولت إلى منظومات سياسية واجتماعية وثقافية وتربوية وحتى اقتصادية ومالية، وباتت منظومات سلطوية ترتبط بشكل أو بآخر بالاستابلشمنت السياسي، ولا يمكن لابن المؤسسة الدينية المتمتع بحظوتها وامتيازاتها أن ينقلب عليها فيكون منقلباً على نفسه.
ثانياً، لكون الإصلاح الديني الشامل يستلزم الموضوعية، أي أن يكون الإصلاحي على مسافة واحدة من كل الأديان فلا ينحاز لأحدها.
ثالثاً، لكون الإصلاح الديني الشامل يتطلب إصلاحياً من طراز رفيع: فيلسوف أديان له رؤية روحية شاملة تتعدى النظرة اللاهوتية أو الفقهية الضيقة.
كما يتطلّب الإصلاح الديني الكبير الجرأة على طَرْق المحظور المحاط بهالة “المقدّس” و”المُنزَّل”، ما يستلزم سطوة أو قوة روحية لهدم “التابوهات” المتوارثة، وهذه الهيبة لا تتواجد عند غالبية المرجعيات الدينية، بل كلّها.
إن الإصلاحي الديني الكبير مجدِّد روحي يُخرِج الأديان من أقفاصها اللاهوتية والفقهية، المدرسية والكلامية، يحرِّرها من حرفيّاتها وطقوسيّاتها وصنميّاتها، ليفتح الدين على روح العصر وليفتتح دوراً روحياً جديداً أمام البشرية جمعاء.

الأدوار الإصلاحية الكبرى ونظرية نشوء الأديان
لكل زمن أنبياؤه ومعلّموه الكبار، والإصلاحات الدينية الكبرى خلقت مذاهب جديدة وافتتحت الأدوار الروحية الكبرى: الديانات محصّلة حركات إصلاحية تأسيسية حيث شكّل كل دين لاحق إصلاحاً جذرياً لدينٍ سالف فقد شرعيته الأخلاقية بسبب ممارسات رجال الدين القهرية، علاوةً على انسداد أفقه أمام المتطلبات الفكرية والروحية والمادية للحاضر والغد، كما شكّل إصلاحاً سياسياً واجتماعياً، لا بل ثورة انقلابية شاملة على الاستبلشمنت السياسي – المجتمعي أي على بنى السلطة المرتبطة بذاك الدين السالف بعد أن فقد الاستبلشمنت شرعيته أيضاً، بسبب طغيان النخبة السياسية الحاكمة المرتبطة بالمؤسسة الدينية، قابلتها القانونية. وارتبطت الأديان الوليدة، بل اكتسبت ورسّخت شرعيتها الجنينية الأولى، بمسألة الخلاص البشري من الصراعات الدينية لتقود بدورها مستقبلاً إلى صراعات ونزاعات دينية أشدّ وأدهى أفقدتها شرعيتها لاحقاً، وهكذا دواليك.
لعلّي قادرٌ في هذه العجالة على سَوق نظرية في نشوء الأديان، مفادها باختصار شديد: رجال إصلاحيون في دين قائم، ومن الأطراف (Peripheries) أي من خارج السلطة وعلى هامش المجتمع، يثورون على طغيان الطبقة الدينية والسياسية الحاكمة الفاسدة (المركز)، يطيحون بها، ويؤسّسون ديانة جديدة تكتسب شرعيتها من النزعة الخلاصية من طغيان تلك الأوليغاركية – الثيوقراطية، والخلاص من لوثة صراع الأديان، ثم لا تلبث الديانة الجديدة بعد حين أن تؤسس منظومة طغيان مركزية أخرى تفرز بدورها انقلابيي الأطراف الجدد عليها، الإنقلابيين الخلاصيين الجدد؛ لكأن المؤسسة الدينية تحمل بذور فناء دينها.
إذاً، كل دين ينبثق كحركة إصلاح للدين القائم، ويأتي “الوحي” أو “الاختبار الديني” العرفاني لإضفاء شرعية عليا على الحركة الجديدة.
ينطبق هذا على ديانة أخناتون، أول ثورة إصلاحية دينية توحيدية داخل الديانة المصرية القديمة وعلى طبقة الكهنة.
كما أن المسيحية شكّلت إصلاحاً عميقاً وجذرياً، بل ثورة روحية كبرى داخل اليهودية الضالة، المنحرفة، وقادها المسيح ضد طبقة الأحبار والكتبة والفرّيسيين. كذلك البوذية، وهي ثورة إصلاحية دينية وروحية قام بها سيدهارتا (بوذا) داخل الهندوسية، وعلى نظامها الطبقي – الديني (Caste system)، وصولاً إلى الفرق الباطنية الإسلامية التي تشكل، بقراءتها العقلانية والروحية للقرآن، ثورة روحية كبرى داخل الإسلام لو قُدِّر لها أن تستمر وتظهر لَما كانت هذه الردّة التكفيرية الظلامية التي تمتد جذورها إلى أيام إحراق كتب ابن رشد واضطهاد وقتل المتصوفة.

فلسفة الإصلاح الديني الشامل وأسس الحوار
يجب أن يرتكز الإصلاح الديني، إذا كنا جدّيين، على فلسفة الدين بأطروحاتها الكونية الشاملة وهي:
أولاً، الدين الخالد الذي أسمته “الهرمسية” اللاهوت القديم أو دين الحكمة Wisdom Religion، الدين الأول، الأزلي الذي انبثقت منه كل الأديان. والحق، إن الإصلاحات الدينية الكبرى التي قام بها مؤسّسو الديانات كانت عودة إلى ذاك الدين الأزلي الخالد بعد أن انحرف الكهنوت، طبقة رجال الدين في كل دين، عن جوهره الروحي والأخلاقي: ما أسمّيه “التكلّس الديني” هو تحجّر المؤسسة الدينية ورفضها كل إصلاح ديني، دفاعاً عن امتيازاتها الدنيوية. وفي قول المسيح “قبل أن يكون إبراهيم كائناً، أنا كائن” إشارة إلى ذاك اللاهوت الأول، لاهوت البدء، الذي نفخه الله في الإنسان روحاً منه له.
يقود هذا إلى “دين الفطرة” الذي تكلم عنه الإسلام وكل الديانات والفلسفات الروحية السالفة واللاحقة.
الإنسان هو الوحي الأول، اللوح، وفيه أنزل الله آياته الكاملات، وما الديانات إلّا ذِكراً وتذكيرا: الوحي الأول هو الضمير الأخلاقي، الإلهي، فينا.
ثانياً، وحدانية الخالق في كل الأديان السماوية، بما فيها ديانات التثليث، وكذلك في الديانات القديمة الموصوفة خطأً بالوثنية وتعدّد الآلهة، إذ كان لها كبير الآلهة أي الله، والآلهة صفاته، تجلياته في الكون، وعمله في الحياة: حسبي أن “الآلهة” هم الألوهة الفاعلة، صيرورة الله في التاريخ. أمّا عقيدة الثالوث، فالله فيها ليس ثالث ثلاثة؛ هو الأقانيم مجتمعة (الآب والابن والروح القدس إله واحد) حيث الروح القدس هو روح الله في العالم، في الإنسان، نفخة الله نفحة الحياة. و”الابن” هو عمل الروح الإلهي لرفع الإنسان إلى مرتبة القداسة؛ “ابن الله” أو “المألوه” في المسيحية، “الإنسان الكامل” في الإسلام، المتحقّق المتّحد بالمطلق في الهندوسية والبوذية – اتحاد روح الإنسان “أتمان” بروح الله “براهمان”: وخلقناه على صورتنا ومثالنا: الصورة – الإنسان على المثال – الله.
وأزيد: الإنسان مدينة العلم (الإلهي)، الحكمة بابها، وباطنها التوحيد أي الله.
ثالثاً، وحدة الخلق النابعة من وحدة الخالق: نفخ الله الواحد من روحه الواحدة في كل بشر، من هنا قدسية الإنسان النابعة من قدسية الله، وقتله تعدٍّ على الحضرة الإلهية بل هي “قتل الله” فيه، وفي البشرية جمعاء: “من قتل نفساً بغير نفس أو فسادٍ في الأرض فكأنما قتل الناس جميعاً ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً (سورة المائدة: 32).
رابعاً، توكيد الحياة توكيد لوجود الله: يُستخلص ممّا تقدّم مبدأ تأكيد الحياة، عدم التنكر لها واحتقارها مثلما تفعل الأديان “الخلاصية”، “الأخروية” التي تنادي بالآخرة للخلاص ممّا تسمّيه تحقيراً: الحياة الدنيا! فالتنكر للحياة، للخلق، تنكّر للخالق، وتوكيدها وتشريفها تأكيد لوجوده.
التوحيد الحقيقي ليس أحادية الله، بل وحدة الخالق والخلق، وحدة الله والحياة: هو الواحد في المتعدّد، اللامحدود المطلق في المحدود، الخالد في الفاني، المتفلّت من الأشكال والصور فيها، المتعالي أي المتسامي، لا المُفارِق، في الكينونة تخطياً لذاتها وتحقيقاً لجوهرها الإلهي الفريد، هو اللانهائي في النهائي: الله هو لا نهائيتنا الداخلية.
والدين ليس دينونة، بل دنو، تقريب وإعادة ربط الإنسان بالله: الدين هو الشراكة الروحية مع الله، اختباره، حياته، الآن، هنا: ملكوت الله في قلوبكم.
فهلّا ارتقينا بالحوار الباهت بين الأديان، إلى وحدتها الجوهرية الروحية، فنؤسس عالماً آخر: نبني الإنسان هيكلاً للروح القدس، مدينة الله المنوَّرة، ونقيم الجنّة على الأرض.. نُسقِط الحجاب، فيدخل العالم قدس الأقداس: الحضرة النورانية.
وهلّا بنينا، نحن المشرقيين، وحدتنا بهذه الوحدة الروحية، فتكون نهضتنا نهضة الروح في العالم؟.
الحوار الحقيقي بين الأديان، يأتي من هذا الإصلاح الديني الكبير تأسيساً لديانة إنسانية كونية جامعة واحدة، بل عودة إلى اللاهوت الأول، الدين الخالد: عودة الإنسان إلى الله، عودة آدم وحوّاء إلى الجنة، عودة الابن الضال.
كل الديانات تنتظر ظهور ذاك المخلِّص، المجدِّد الروحي الكبير: الزرادشتية تنتظر مسيحها “ساوشينت”، البوذيون ينتظرون “مايترييا”، المسيحيون ينتطرون عودة المسيح، المسلمون ينتظرون المهدي.
فهلّا أطلقنا رسالة “الوحدة الروحية بين الأديان” فيكون “الظهور” فينا وعياً دينياً روحياً أرفع، وتكون لنا القيامة الآن، في الحياة، وليس أخر الدهور؟.
 مفكر لبناني مقيم في نيويورك

التاريخ: الثلاثاء2-2-2021

رقم العدد :1031

 

آخر الأخبار
إعادة فتح موانئ القطاع الجنوبي موقع "أنتي وور": الهروب إلى الأمام.. حالة "إسرائيل" اليوم السوداني يعلن النتائج الأولية للتعداد العام للسكان في العراق المتحدث باسم الجنائية الدولية: ضرورة تعاون الدول الأعضاء بشأن اعتقال نتنياهو وغالانت 16 قتيلاً جراء الفيضانات والانهيارات الأرضية في سومطرة الأندونيسية الدفاعات الجوية الروسية تسقط 23 مسيرة أوكرانية خسائر كبيرة لكييف في خاركوف الأرصاد الجوية الصينية تصدر إنذاراً لمواجهة العواصف الثلجية النيجر تطلب رسمياً من الاتحاد الأوروبي تغيير سفيره لديها جرائم الكيان الإسرائيلي والعدالة الدولية مصادرة ١٠٠٠ دراجة نارية.. والجمارك تنفي تسليم قطع ناقصة للمصالح عليها إعادة هيكلة وصيغ تمويلية جديدة.. لجنة لمتابعة الحلول لتمويل المشروعات متناهية الصِغَر والصغيرة العقاد لـ"الثورة": تحسن في عبور المنتجات السورية عبر معبر نصيب إلى دول الخليج وزير السياحة من اللاذقية: معالجة المشاريع المتعثرة والتوسع بالسياحة الشعبية وزارة الثقافة تطلق احتفالية " الثقافة رسالة حياة" "لأجل دمشق نتحاور".. المشاركون: الاستمرار بمصور "ايكو شار" يفقد دمشق حيويتها واستدامتها 10 أيام لتأهيل قوس باب شرقي في دمشق القديمة قبل الأعياد غياب البيانات يهدد مستقبل المشاريع الصغيرة في سورية للمرة الأولى.. الدين الحكومي الأمريكي يصل إلى مستوى قياسي جديد إعلام العدو: نتنياهو مسؤول عن إحباط اتفاقات تبادل الأسرى