“هنا الإذاعة السورية من دمشق… إذاعة كلّ العرب” بهذه العبارةعند السابعة صباحاً في الثالث من شباط عام ١٩٤٧ وبصوت يحيى الشهابي بدء إعلان انطلاق أثير إذاعة دمشق لتكون ثاني إذاعة أسست في العالم العربي والأولى في البثّ المباشر…
بدأت بالاهتمام بالتراث واللغة العربية والموسيقا لتُصبح فيما بعد شاهداً على مراحل مهمة من تاريخ سورية، ولتكون في كثير من الأحيان شريكاً في صناعة هذا التاريخ.
بقيت إذاعة دمشق نبض الشارع السوري بكلّ ماتحمله من حبّ ومشاعر وانتماء وطني وقومي ورديفاً ثقافياً ومعرفياً ووسيلة تواصل إنساني لأكثر من نصف قرن قبل انتشار عالم الفضاء الرقمي والتكنولوجي.
دعمت الإذاعة السورية المواهب الغنائية وأطلقت أسماء عديدة، وواكبت الكثير من الفنانين العرب، وأنشأت معاهد الموسيقا الشرقية والكلاسيكية، وبقيت تبدأ بالبث لسنوات على أنغام أمير البزق محمد عبد الكريم.
إذاعة دمشق كعاصمتها قلب العروبة النابض فتجربة “من دمشق هنا القاهرة” عبر أثير الإذاعة السورية يعني تضامن الشعب السوري مع مصر الشقيقة عندما وقع العدوان الثلاثي على مصر عام ١٩٥٦ وأراد الاحتلال الاسرائيلي إسكات الصوت المصري وإيقاف تغطيته للحرب – كما يفعلون اليوم في الإعلام السوري- فكانت إذاعة دمشق البديل.
وفي تجربة مماثلة وتضامناً مع فلسطين المحتلة وقضيتها بدأت إذاعة فلسطين بالبثّ من دمشق ١٩٦٤ واستمرت باسم (صوت فلسطين) إضافة للبرامج المخصصة للقضية الفلسطينية في إذاعة دمشق.
تنوعت إذاعة دمشق ببرامجها ومرّ عبر أثيرها الكثير من القادة والسياسيين والمبدعين، وساهمت في انتشار الكثير منهم، وبقيت الصوت الحماسي الثائر في كلّ الحروب تؤكد على الهوية والانتماء العربي القومي، تبثّ روح البطولة والشجاعة والحماسة بين صفوف الجيش السوري والجيوش العربية.
كلّ عام وأثير إذاعة دمشق ينضح بما بدأ وعقد العزم عليه في إعلامنا ومتابعة أحوالنا ببرامج فكرية وثقافية وترفيهية وإخبارية وحوارية من الناس وإلى الناس.
رؤية- هناء الدويري