الثورة أون لاين – تحقيق سهيلة اسماعيل:
قد تكون شهادات وشكاوي المواطنين التي وصلت إلينا نموذجاً للعديد من الشكاوي المشابهة والكثيرة لمعاناة لم تسقط بالتقادم وإنما ازدادت مع الأيام حتى تحولت إلى شكوى دائمة، وخلقت حالة من التذمر والاستياء من وضع النقل في عدة أحياء بمدينة حمص (ضاحية الوليد – وادي الذهب – كرم اللوز- النزهة – حي الورود – مساكن الشرطة)، لأن عدد الباصات والسرافيس المخصصة للأحياء المذكورة, والعدد القليل الموجود منها إما معطّل أو لا يعمل ويحصل على مخصصاته من مادة المازوت ليبيعها في السوق السوداء مستفيداً من فرق السعر.
انتظار..
انتظرت السيدة ( س.ج) الباص بالقرب من دوار مساكن الشرطة حوالي الساعة, حين أرادت الذهاب إلى دائرة السجل المدني الواقعة على طريق حماة شمالي مركز المدينة, والبعيدة جداً عن مكان سكنها, وفضلت الانتظار الطويل على أن تستقل سيارة تكسي بسبب غلاء الأجور, وخاصة في ظل الظروف المعيشية الصعبة في الوقت الحالي, وتابعت السيدة حديثها (للثورة) قائلة: عندما أنهيت عملي في دائرة السجل المدني وأردت العودة إلى منزلي في حي وادي الذهب, توقعت أن أجد باصاً وألا يطول انتظاري, لكن وعلى العكس انتظرت طويلاً وجاءت ثلاثة باصات تعود لشركة النور (السخني) وكلها معطلة.
طلاب الجامعات..
بينما قالت الطالبة الجامعية (رهف.م) والقاطنة في حي عكرمة الجنوبي إنها تعاني يومياً من مشكلة النقل عندما تذهب إلى الجامعة, فالباص يتأخر حتى يأتي وحين يأتي يكون الازدحام هو سيد الموقف حيث يكون عدد الركاب الواقفين أكثر بكثير من عدد الجالسين, وأضافت أن الصعود في الباص وسط الازدحام الكبير يشكل خطراً على الجميع في ظل انتشار مرض كورونا, خاصة وأن الأغلبية لا يضعون كمامات, في حين أن الجهات المعنية تطلب من الجميع التقيد بالإجراءات الاحترازية لعدم الإصابة بالمرض.
لماذا الإهمال؟..
بدوره عبر السيد (محسن .ح) وهو موظف عن استغرابه لعدم اهتمام الجهات المعنية بقطاع النقل في المحافظة بحل مشكلة النقل, لأنها ليست مشكلة حديثة وإنما هي معاناة قديمة, وتزداد في أوقات الذروة, أي في الصباح الباكر وعند الظهيرة، ورغم الشكاوي العديدة من قبل المواطنين المضطرين للذهاب يومياً إلى عملهم سواء أكانوا طلاباً أم موظفين, لم يتغير الوضع وبقي على حاله, وقد يكون خط وادي الذهب – مساكن الشرطة من أسوأ خطوط النقل في مدينة حمص.
مجلس مدينة حمص: سنزيد عدد الباصات الشهر القادم ….!!
توجهنا إلى مجلس مدينة حمص باعتباره الجهة المسؤولة مباشرة عن موضوع النقل لأنه أبرم عقداً مع شركة النور للنقل الداخلي, ووزع الباصات وفق العقد على أحياء المدينة, حيث قال مدير دائرة النقل وهندسة المرور في المجلس المهندس وائل عبيد: (تم منذ فترة زيادة عدد الباصات على خطوط النقل المشمولة بالعقد مع شركة النور الخاصة وهي خط المدينة الجامعية ومساكن الادخار ووادي الذهب, حيث أصبح عددها 40 باصاً والشهر القادم سيصبح بحدود الـ 50 باصاً, وأضاف عبيد أنه لا يمكن زيادة عدد الباصات دون وجود كثافة سكانية هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى فإن ذلك يتطلب مخاطبة لجنة المحروقات في المحافظة فهناك من يتابع عدد الباصات وعدد رحلاتها على خطوط النقل لمعرفة وتقدير المسافات المقطوعة ونسبة استهلاكها من مادة المازوت, أما بالنسبة لخط وادي الذهب فعدد الباصات العاملة عليه حالياً يبلغ عشرة باصات, وسنرفع عددها الشهر القادم لتصبح 15 باصاً, لأن حركة المواطنين تزيد مع قدوم فصلي الربيع والصيف.
المشكلة عادية..!!
ونوه عبيد إلى أن الشكاوى من موضوع النقل على خط وادي الذهب كانت كثيرة فيما سبق وقلّت منذ حوالي سنة, واعتبر أن الأمر عادي لأن أزمة النقل عامة ولا تقتصر على حي واحد في المدينة, بل تعاني أغلبية الأحياء من مشكلة النقل, خاصة وأن عدداً كبيراً من الباصات والسرافيس خرج عن الخدمة بسبب الأحداث التي شهدتها المدينة, ورداً على سؤالنا عن عدم تشغيل باصات شركة النقل الداخلي قال: إن شركة النقل الداخلي تعاني من النقص في عدد السائقين.
وليس آخراً..
وهكذا ستبقى مشكلة النقل أمراً عادياً في مدينة حمص ليس على خط وادي الذهب فقط ويبقى الحل مرهوناً بظروف لا علاقة للمواطن بها في مدينة تشهد كثافة سكانية في معظم أحيائها لأنها استقبلت مهجرين من كافة المحافظات السورية خلال سنوات الحرب العدوانية على البلاد.