الثورة أون لاين – يمن سليمان عباس:
حين كانت الاعراس تقام في ساحة القرية وتجتمع النسوة للحديث عن العريس وما جهزه ..كثيرا ما كانت جدتي تقول بكل ثقة …والله بيته مفروش من الإبرة حتى الخزانة …وتضيف قائلة…وقد يشتري لها الة خياطة ..
ووسط دهشتنا مما نسمع ..ترى لماذا الإبرة..وما أهميتها ..ولماذا تركز جدتي عليها …لم يكن بوسعنا ونحن أطفال مدينة لوقت من الزمن أن نعرف الإبرة مفتاح الأدوات المنزلية…حين عدنا إلى القرية وبدأت جدتي تدور كل القماش التالف إلى لعب وأشياء أخرى مستخدمة الإبرة والخيط ..
يدها الماهرة ما أن تنتهي من عمل ما وتجلس تحت شجرة التوت على المصطبة حتى تنتقل إلى هوايتها الجميلة إعادة التدوير كما قلت ورتي ثيابنا بطريقة مبهرة لا يمكن أن تعرفها الا اذا دققت بها جيدا ..
تذكرت جدتي منذ أيام وانا امر قرب محل خياط يشهد مكانه ازدحاما كبيرا …فقد عدنا إلى الواقع الذي غادرناه لم يعد الترف والهدر ورمي ما تمزق قليلا ..لم يعد أمرا ممكنا ..
لابد من إصلاح كل شيء والحرص على ما لدينا ..كل شيء له قيمته وقابل للإصلاح والاستفادة منه مهما كان ..
من رتي الثياب بابرة أو عند الخياط إلى استعادة أدوات كثيرة كنا نظن انها تركناها لكننا اليوم بامس الحاجة إليها…
دروس الحياة التي عبرها اجدادنا واباؤنا كنا نظن انها صفحة من كتاب انتهى دوره لكنها اليوم تعود لتكون الصفحات الأولى وعلينا أن نحسن استعادتها وهذا ليس عيبا…بل هو من حسن التدبير ..
ومن كان يفرش بيته من زمن بعيد من الإبرة إلى…
اليوم يجد هذا الفرش ذا قيمة كبيرة ..فلنحسن التدبير…