الاتفاق النووي.. بين الشفافية الإيرانية والمراوغة الأميركية

الثورة أون لاين – رامز محفوظ:
رغم تغير الوجوه وتعاقب الإدارات في واشنطن إلا أن السياسة الأميركية تجاه تسوية الملفات الخارجية العالقة وحلحلة القضايا المستعصية نتيجة تعنت الأميركي تبقى ثابتة وقائمة على المماطلة والمناورة والبحث عن أي مسعى تثبت من خلاله واشنطن أنها مازالت تسير في ركب تحقيق أهدافها الدنيئة القائمة على الابتزاز وتحقيق المكاسب غير المشروعة عبر القفز فوق التزاماتها وتعهداتها التي لا تفي بها.
فما يجري الحديث عنه اليوم من قبل الإدارة الأميركية الجديدة بالعودة إلى الاتفاق النووي مع إيران ليس إلا تصريحات فارغة تحمل في طياتها المزيد من خبث السياسة الأميركية وعدم جديتها، ولا تشير إلى تعديل أو تغيير في نهج السياسة الأميركية التي اتبعها الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب الذي انسحب من الاتفاق عام 2018، وأعاد فرض عقوبات اقتصادية قاسية على طهران .
فعلى ما يبدو ومن خلال الأحداث والوقائع على الأرض، وخلافا لجدية إيران المتمسكة بالحفاظ على الاتفاق النووي والملتزمة بتنفيذ بنوده، فإن إدارة الرئيس الأميركي الجديد جو بايدن ليست جادة بالعودة إلى الاتفاق، وهذا ما أكدته الناطقة باسم البيت الأبيض جين ساكي عندما قالت إن بايدن لن يعرض تخفيف العقوبات على إيران لمجرد العودة إلى طاولة المفاوضات.
هذا وأكد بايدن الأحد أن بلاده لن ترفع العقوبات المفروضة على إيران، داعياً طهران إلى وقف تخصيب اليورانيوم أولاً، متجاهلا حقيقة أن بلاده هي من انتهكت الاتفاق وانسحبت منه، وهذا يفرض على إدارته رفع العقوبات المفروضة على إيران في المقام الأول، وليس وضع شروط مسبقة بحال أراد بالفعل العودة إلى الاتفاق.
طهران لطالما أكدت التزامها بالاتفاق، ولكن انسحاب أميركا منه، وعدم إيفاء الدول الأوروبية بتعهداتها هو ما دفعها لتخفيض التزاماتها كحق مشروع لها حسب ما يتضمنه الاتفاق، وهي جددت تأكيدها على أن عودتها عن تخفيض تلك الالتزامات مرهون قبل كل شيء برفع العقوبات الاقتصادية التي تفرضها الولايات المتحدة، والتزام كل الأطراف بتعهداتهم.
وتعقيبا على طرح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون التوسط بين إيران والولايات المتحدة اعتبرت إيران على لسان المتحدث باسم وزارة خارجيتها أن الاتفاق النووي لا يحتاج إلى وسيط.
وقال المتحدث سعيد خطيب زاده في مؤتمر صحافي إن “الاتفاق بشأن البرنامج النووي لا يحتاج إلى وسيط”، وذلك ردا على سؤال عما طرحه الرئيس الفرنسي في وقت سابق من هذا الشهر.
وعن خرق الأوروبيين للاتفاق رأى خطيب زاده أن على الدول الأوروبية المشاركة في الاتفاق العودة إلى التزاماتها أولا، لأن وأوروبا نفسها هي من الأطراف التي خرقت الاتفاق.

آخر الأخبار
"اللاعنف".. رؤية تربوية لبناء جيل متسامح انفتاح العراق على سوريا.. بين القرار الإيراني والتيار المناهض  تحدياً للدولة والإقليم.. "حزب الله" يعيد بناء قدراته العسكرية في جنوب لبنان سوريا بلا قيود.. حان الوقت لدخول المنظمات الدولية بقوة إلى سوريا قوات إسرائيلية تتوغّل في ريف القنيطرة الاقتصاد السوري يطرق أبواب المنظومة الدولية عبر "صندوق النقد" القطاع المصرفي عند مفترق طرق حاسم إسرائيل في حالة تأهب قصوى للقاء بن سلمان وترامب الآباء النرجسيون.. التأثير الخفي على الأطفال والأمهات بناء الثقة بالحكومة من بوابة التميز في خدمة المواطن مشروع الهوية التنموية.. تحديات وفرص رفع معدلات القبول يشعل جدلاً واسعاً بين طلاب المفاضلة الجامعية "تجارة وصناعة" دير الزور تسعى لإطلاق مشروع تأهيل السوق المقبي البحث العلمي في جامعة اللاذقية.. تطور نوعي وشراكات وطنية ودولية حين يختار الطبيب المطرقة بدل المعقم محادثات أميركية ألمانية حول مشروع توريد توربينات غاز لسوريا قطر والسعودية وتركيا.. تحالف إقليمي جديد ضمن البوصلة السورية  الرؤية الاستراتيجية بعد لقاء الشرع وترامب.. "الأمن أولاً ثم الرخاء" ترامب يعد السوريين بعد زيارة الشرع.. كيف سينتهي "قيصر"؟ تغيرت الكلمات وبقي التسول حاضراً!