أستغرب أحياناً مما أشاهده من تصرفات بعض الآباء مع أبنائهم في الشارع ودون أي تردد يصرخون عليهم بمسبات وشتائم، أو اتهمات بأنهم بلا تربية ولا أمل يرتجى منهم، وأحيانا يضربونهم ضرباً مبرحاً، أو صفعات قوية على صفحة الوجه.
فهل يعقل ألا يملك الأب والأم مشاعر الحب والرحمة نحو صغارهم، أم لايدركون مخاطر ما يقومون به على الصحة النفسية للأبناء؟ ولم لا يملكون القدرة على ضبط النفس بالشارع فيخففون عن أبنائهم جزءاً من المشكلة فلا يكون ضربهم وإهانتهم على الملأ.
لاعلاقة لسلوك الآباء العنيف بحالتهم التعليمية والمعيشية ولا العمرية، فقد نراها ممن هم متعلمون وميسورو الحال وفي عمر الشباب.
ربما يعتقد هؤلاء الآباء أنهم يهتمون بأبنائهم على طريقتهم، فأي اهتمام هذا؟.
نحتاج جميعا آباءً وأمهات وأبناءً وأصدقاءً، لاهتمام يحمل رسائل حب ومرح، نتبادلها فيما بيننا في المنزل والشارع ومكان العمل، ننقلها فيما بيننا بابتسامة ود، وضحكة فكاهة، وسؤال عن احتياج ما قد نقدمه لأبنائنا وأزواجنا وأصدقائنا.
عشنا جميعاً ولم نزل أياماً صعبةً اختبرنا فيها كل أنواع الألم والقلق، فكيف لا نقرر وبكامل إرادتنا أن نتعامل بحب واهتمام مع الأبناء؟.
صغارنا الذين كبروا في الحرب، يقضون شبابهم اليوم في حصار بالمأكل والملبس والأنشطة والعلاقات العاطفية، ورغم ذلك يدرسون وينجحون، لا يستحقون منا كآباء إلا الحب والاحترام، إن كنا لانملك مالاً كافياً لاحتياجاتهم اليومية، إلا أننا نملك الحب وعلينا أن نمتلك إرادة محبتهم في البيت والشارع، إرادة تدفع كل أب وأم لمراقبة سلوكه مع صغاره وشبابه فيكون خالياً إلا من الحب والرحمة والاهتمام.
عين المجتمع- لينا ديوب