الثورة أون لاين:
يهيمن الحضور الأجنبي على حرّاس مرمى أندية الدوري الإنكليزي الممتاز لكرة القدم، إذ تميل كل الفرق إلى التعاقد مع جنسيّات مختلفة. ورغم الانتقادات لهذه السياسة، فإن تألق عديد الحرّاس دفع الجميع إلى قبول الأمر الواقع.
وتغيّرت المعطيات خلال الفترة الأخيرة، بما أن أخطاء حرّاس المرمى تكرّرت بشكل متواصل، فرغم القيمة المالية التي دفعتها الفرق لضمّ الحرّاس الأجانب، فإن الإضافة أصبحت منعدمة، بل إن وضعية بعض الحرّاس تبدو غريبة، ذلك أن أغلى حارس في التاريخ يجد نفسه احتياطيا. وقد كان الأسبوع الماضي حافلا بالهفوات من قبل الحرّاس الأجانب أساسا.
وبات حال ليفربول في موقف صعب، بعد تعقد مهمته بالمحافظة على الدوري الإنكليزي، بسبب هفوات حارسه أليسون بيكر البرازيلي خلال مباراة ناديه أمام نظيره ليستر في الجولة 24 من مسابقة الدوري الإنكليزي، واهتزت شباك أليسون في الدقيقة الـ79 عن طريق ماديسون، قبل أن يرتكب الحارس البرازيلي المتراجع أخيراً خطأً فادحاً، حين خرج من منطقة الجزاء لإبعاد الكرة، قبل أن يفشل في ذلك، ليستغل المهاجم الدولي الإنكليزي جيمي فاردي الموقف مسجلاً الهدف الثاني، قبل أن يقتل هارفي بارنز اللقاء بهدف ثالث، ليأتي هذا بعد هفواته خلال مباراة القمّة ضد مانشستر سيتي، حيث كان سببا مباشرا في قبول الفريقين لهدفين غيّرا مجرى اللقاء.
ولعب بيكر دورا كبيرا في نجاح ليفربول خلال آخر موسمين في الحصول على دوري أبطال أوروبا ثم الدوري الإنكليزي بعد سنوات طويلة من الانتظار، ولكن إضافته هذا الموسم أصبحت شبه منعدمة، ولم يعد حاسما مثلما كان الأمر خلال آخر موسمين.
ودفع نادي ليفربول مبلغ 73 مليون يورو إلى نادي روما في 2018 من أجل الانتفاع بخدمات هذا الحارس، الذي تحوّل إلى مصدر سخرية في مواقع التواصل الاجتماعي بسبب هفواته الأخيرة.
وخسر الإسباني كيبا أريزابلاغا مكانه الأساسي في صفوف تشيلسي لفائدة السنغالي إدوارد ميندي، حيث اضطرّ البلوز إلى ضمّ هذا الحارس من نادي رين الفرنسي بسبب تتالي هفوات كيبا منذ بداية الموسم. وفي الواقع، فإن الفشل رافقه هذا الموسم منذ تعاقده مع تشيلسي بمبلغ مالي قياسي.
وتعتبر وضعية هذا الحارس غريبة، بما أنّ تشيلسي دفع 80 مليون يورو، لانتدابه، وهي أغلى صفقة حارس مرمى في التاريخ. ولم يوفق هذا الحارس في تأكيد أنّه يستحق المبلغ الذي دفعه تشيلسي إلى أتلتيك بلباو لانتدابه، كما أنّه فشل خلال مباريات كأس الرابطة في تفادي قبول الأهداف وارتكب عديد الهفوات. ويبحث تشيلسي عن حل لهذا الحارس من خلال مبادلته أو التفويت النهائي في خدماته.
وبعد أن نجح في بعض المناسبات في فرض نفسه أساسيا، فإن بيرند لينو لم يعد الحصن الأمين لدفاع أرسنال الهشّ. فقد تتالت هفواته، وآخرها خلال لقاء فريقه الأخير في منتصف الأسبوع الماضي، حيث ارتكب الحارس الألماني هفوة كلفته الطرد وتعقيد وضعية فريقه الذي كان ناقصاً لاعباً.
ورغم الهالة الإعلامية التي رافقت التعاقد معه من ليفركوزن، فإن ليون لا يبدو أنّه يستحق أن يكون حارس أرسنال الأساسي، فقد غابت إضافته خلال المواعيد الحاسمة ومستواه غير مستقرّ. وقد اضطرّ أرسنال إلى دفع 25 مليون يورو لانتدابه لتعويض حارسه التشيكي بيتر تشيك.
وطالب عدد كبير من المحللين بإحالة الإسباني دافيد دي خيا إلى بنك الاحتياط في مانشستر يونايتد، فقد يكون خطؤه ضدّ إيفرتون قد أجهض أحلام مانشستر بالمنافسة على اللقب، حيث ساعد إفرتون على العودة في النتيجة وانتزاع التعادل في نهاية اللقاء.
ولم يحصل الإجماع على قدرات هذا الحارس، ففي بعض المناسبات ينجح في التصدي لكرات صعبة، وفي مناسبات أخرى يرتكب هفوات قاتلة تسبب خسائر مضاعفة لفريقه، غير أن الضغط الإعلامي الكبير قد يدفع إدارة مانشستر إلى البحث عن حارس جديد، خاصة أن دي خيا يحصل على امتيازات مالية ضخمة.
وقد دفع مانشستر 25 مليون يورو في 2011 من أجل التعاقد مع هذا الحارس، وهو أغلى مبلغ دفعه الفريق من أجل ضمّ حارس مرمى.
وحتى في دوري الدرجة الأولى، لم يكن الحال أفضل على مستوى أخطاء الحراس، التي تكررت بشكل كبير، بعد هفوة كارثية من حارس مرمى ميلوول البولندي بارتوس بيلكوفيسكي، خلال مواجهة فريقه لريدينغ، الأمر الذي منح الغيني ألفا سيميدو هدفا جاء من مسافة بعيدة، مستغلا تمركز الحارس الخاطئ، وسوء تعامل المدافع مع الكرة.