ثورة أون لاين – على نصر الله:
لم تستمع حكومة أردوغان للشعب التركي، و لا لأحزابه و نخبه، ولا لنبض الشارع الذي استشعر خطر سياسة حكومة" العدالة و التنمية" « الداعمة للإرهاب و التنظيمات المتطرفة في سورية،و ذهب أردوغان و غول وداوود أوغلو الى أقصى حدود التورط بدعم و تمويل و تدريب و تسليح الإرهابيين المرتزقة، و بإستضافة المجموعات المسلحة و تنظيمها و محاولة توحيدها و تسمينها؛ فضلاً عن استضافة الاجتماعات الأولى لمجموعة الدول المنخرطة بالحرب و العدوان الكوني على سورية.
هذا هو الخط العام الذي سارت عليه حكومة أردوغان، و في التفاصيل هناك ما يدلل على توريط أردوغان لبلاده بما لا يمكن لها أن تحمله أو تتحمله في مستقبل الأيام القادمة – وقد بدأت الحكومة التركية ذاتها تستشعر ذلك – فمن الاتهامات التي تُوجه لها و لسياسة الباب المفتوح التي انتهجتها مع الارهابيين ، إلى الدعوات الدولية لها بضرورة ضبط الحدود ، إلى مخاطبتها بحدة للوقوف في مواجهة تنظيم القاعدة الارهابي الذي دعمت وجوده و أخواته على حدودها، إلى … إلى … إلخ.
وعندما تُتهم حكومة أردوغان بكل هذه الوقائع من قبل الدول الشريكة في العدوان على سورية، فإن نفي أنقرة لكل ما سبق يكون بلا معنى، كما لا تنفع محاولات التنصل من ذلك ؛ لأن الدول الشريكة تعرف كل التفاصيل و لديها كل المعلومات، بل لدى بعضها نسخة من أوامر العمل التي كانت تعطى لحكومة أردوغان في هذا الاتجاه، و إن حركة الأموال عبر مصارف تركيا، و حركة السلاح عبر موانئها، و حركة المتطرفين والمرتزقة عبر مطاراتها وحدودها ، هي وقائع حقيقية لا تنفع معها محاولات التنصل و النفي و الإنكار.
نقف و يقف العالم معنا اليوم على بوابات" جنيف "، بينما تقف تركيا مباشرة أمام خطر حقيقي يهدد أمنها واستقرارها بسبب سياسات أردوغان الإخوانية الرعناء الحمقاء التي أهدرت علاقات الصداقة و التعاون مع الدول المجاورة، والتي خلقت في المقابل مشكلات عميقة معها، و بالتالي فإن إحضار تركيا و جلبها إلى مؤتمر جنيف لإلزامها باستحقاقات المرحلة القادمة لا يكفي ، بل يجب محاسبتها على خرق وانتهاك قوانين مكافحة الإرهاب ، ناهيك عن محاسبتها على إساءتها للعلاقات الدولية ، حيث لا تخفى محاولاتها التدخل بشؤون مصر و ليبيا و تونس و اليمن، وهناك شحنات سلاح تركي ضبطت أثناء توجهها الى هذه البلدان يجب ألا تمر دون حساب.
المفارقة المفجعة هنا أن حكومة أردوغان ما زالت لا تدرك ما ينتظرها من مخاطر سياسية وأمنية، و ما زالت تشاغب متجاهلة التفاهمات الروسية – الأميركية و التغيرات الحاصلة في السياسة الدولية، و إن تصريحات داوود أوغلو الأخيرة لا تدلل على العناد والإنكار ، بمقدار ما تدلل على الغباء والتهور، و الذي سيضع تركيا بالضرورة أمام حتمية مواجهة لحظة انقلاب المرتزقة الإرهابيين عليها وعلى أعراب الخليج.
ali.na_66@yahoo.com