الثورة اون لاين – لميس علي:
حين تكون البطولة (حفر وتنزيل) على مؤدّيها..
باختلاف شرط العرض، سيختلف شرط التلقي بالضرورة..
على سبيل المثال، إن شاهدت حلقة من أي مسلسل يومياً، يختلف تلقيك له إن شاهدتَه في فتره زمنية وعلى دفعات أقل.
مؤخراً تمّ عرض مسلسل “لا حكم عليه” على منصة (شاهد )، وبعد الانتهاء من عرضه يصبح متاحاً لتحميله ومشاهدته بطريقة تختزل الزمن الذي تفرضه المنصة أو أي وسيلة عرض أخرى.
العمل المكوّن من (15 ) حلقة تفرغ من متابعته بأيام أقل.. وهو ما يجعلك لا تتنبّه لهفوات الإطالة، إن وجدت، فالعمل مصممٌ دون حشو ولا ثرثرات إن كان على صعيد الكلمة أو الصورة.
“لا حكم عليه” الذي يأتي من تأليف مشترك بين السيناريست السوري بلال شحادات واللبنانية نادين جابر، إخراج فيليب أسمر، وإنتاج الصباح إخوان.. والبطولة كانت من نصيب النجم السوري قصي خولي وتقف قبالته اللبنانية الصاعدة فاليري أبو شقرا..
نحن إذاً، أمام عملٍ مشترك يتمّ توظيف الثنائيات التمثيلية من جديد كعامل جذب.. يسعى إلى تكريسه الرابح الأكبر (شركات الإنتاج ).
يقدّم النص حكاية الشاب (نسيم، خولي ) الذي يُتهم بجريمة قتل ظُلماً.. وسيراً نحو اكتشاف ملابسات الجريمة الغامضة بدايةً، ينجح العمل بتقديم بنود حكايته، أو تفاصيلها، بأسلوبية تهوى جذب المتلقي وإلقاء طعم المتابعة أمامه في كل حلقة.. بحيث تجعله ينتظر ويتساءل بشدّة ما الذي سيحدث تالياً..
على هذا النحو، كان يختم ثنائي التأليف كل حلقة من حلقات المسلسل.. وأصاب بنسبة مقبولة، غايته في سرد حكاية تنتمي إلى عالم الدراما البوليسية، أو دراما التشويق والغموض..
وليزداد عامل الجذب، طبعاً يتطرق العمل إلى رسم حالة حب تنشأ بين بطل العمل “نسيم” والمحامية “زمن، فاليري أبو شقرا”، التي تنجح بإخراجه من السجن وإثبات براءته بعد خمس سنوات من قضاء محكوميته.
على الرغم من سنوات التمثيل العديدة في رصيد النجم قصي خولي، نجح عمل “لا حكم عليه” بتقديمه بطريقة مختلفة، شكلاً ومضموناً..
فعلى صعيد الأداء كان أداؤه رافعة العمل الأبرز.. وشكّل حضوره علامة فارقة أضافت للعمل الكثير..
فشخصية نسيم التي هي محور “لا حكم عليه”، يبدو أنها كُتبت بطريقة لافتة. هي الشخصية الوحيدة في العمل التي تستخدم عبارات مميزة طورها “خولي” بإدارة المخرج “أسمر” ليخلصا إلى نتيجة وهيئة شخصية (نسيم) المشغول عليها بحرفية عالية ذكّرت بقوة المقدرة التمثيلية لخولي.. ابتداء من الشكل، الوشم، والهيئة العامة التي تتشابه وهيئة لاعبي الملاكمة.. وهو ما بدا واضحاً في الكثير من المشاهد العنيفة القتالية التي أدّاها خولي بطريقة مميزة.. صعدت من الرغبة بمتابعة هذه الشخصية وما سيحدث لها في كل تفصيل من تفاصيل حكايتها..
حتى حين تمّ الحديث عن اقتباس أو تشابه بين “لا حكم عليه” والعمل التركي “حتى الممات” في بعض جوانب الحكاية، تبقى طريقة كتابة وتجسيد شخصية نسيم مختلفة عن البطل الأصل فيما لو افترضنا أنه مأخوذ عن ذلك العمل.. وهو ما يعود ليكرس حضور خولي كورقة رابحة والأميز في عموم المسلسل، وما يجعله دوراً جاء (حفر وتنزيل) وعلى مقاس “خولي” بالضبط.