الثورة أونﻻين – آناعزيزالخضر:
أجمل مافي الإبداع تجلياته التي تتألق بحب الوطن هنا له شكله الخاص حيث جمالياته تبلور الأبعاد الحقيقية للمعاني والمفاهيم التي تقدس الوطن كما يليق به ويتحقق تحديدا عندما يسلطا اضواءه على حاﻻت وحقائق وتفاصيل تمتلك إمكانية نقل الواقع كما هو، وليس أكثر من الإبداع السوري بحقوله كافة تمكن باقتدار أن يكون صورة صادقة عن كل ذلك، ويأتي في المقدمة الفن السينمائي السوري ،الذي يلتزم بواقعه وكان الملهم الأول والأخير..حيث قدمت السينما السورية وثائق حقيقية وصادقة عن الحرب، التي عاشها أبناء الوطن، خصوصا انها أكثر حرب تم تزييف الحقائق عبرها، فكانت بمثابة الرد الصادق الذي فضح الأكاذيب ..وكانت تلك الأعمال بنفس الوقت كتحف فنية، نطقت بالحقائق وتمسكت بالجمال من كل أطرافه قيما ورؤيا فنية والتزاما بقضايا الوطن، فنقلت تفاصيل الحرب التي رافقت الناس بدءا من فيلم (دمشق حلب) إخراج( باسل الخطيب) الذي تحدث عن المأساة بشكل موسع ومن كافة النواحي عن الفراق والهحرة والحرمان والمعاناة بكل أوجهها وما أكثرها من جراء تلك الحرب البشعة. فيلم (رد القضاء )إخراج (نجدة أنزور) صور حالة حصار وصمود لم يشهد التاريخ مثيﻻ لها ، (.دم النخيل) صور همجية ودموية وإجرام لطالما تعرض لها السوريون في كل المدن والمناطق، تمثلت بتلك الحريمة التي ارتكبت بحق الشهيد خالد الأسعد ، إنهم أعداء الحضارة الإنسانية بحق،.هذه الأفلام وغيرها …عرضت ضمن فعالية أيام السينما السورية، التي عرضت في مراكز ثقافية عديدة على مستوى المحافظات السورية ،دير الزور، الحسكه، القامشلي، فأطلعت الجمهور السوري على عدد من الأعمال السينمائية التي تعتبر نموذجا حيا للفن الراقي و الوفاء والإرادة التي صنعت المعجزات، حيث جسد السوريون صورة مشرقة عنها في عﻻقاتهم مع واقعهم المرير ،الذي عاشوه، وتحدوه بكل قوة وعزيمة، يندر وجودها مثلما كانت عند السوريين، من هنا أتتت أهمية ذاك الإبداع الذي صور ونقل وجسد بحرفية فنية كل ذلك وبأشكال مختلفة ،فصور الحقائق ونقلها مقدما أيضا صورة عن الانتماء العظيم للمبدع السوري.