بعد أن غيب القدر شريكة حياته، ورحل عنه أولاده كراهية أوطوعاً، بقي هو المؤنس لوحدته في خريف العمر.. حين تتعب النفس وتتوجع الروح ويضعف البدن، لضيق الدائرة الاجتماعية وضعف التواصل الاجتماعي.
المذياع، وبه تستيقظ الذاكرة وتنتعش الأحاسيس، يقبض عليه ذلك المسن ويشده إلى أذنه حتى ينصت إلى كلماته وأحاديثه لمعرفة ما يجري في العالم، ذلك الصندوق الساحر سهل الحمل والتنقل يرافقه حتى فراشه، كي يسترجع معه ذكريات الصبا والشباب، مع أغاني الزمن الجميل التي مازالت تعيش حتى يومنا هذا.. يستمع ويستمع ويتثائب إلى أن يأخذه النوم.
المذياع مازال حاضراً بقوة في حياة ذلك المسن وشرائح مجتمعية مختلفة، من أهم الأدوات الالكترونية في تاريخ التواصل الإنساني وسط زحمة الاختراعات الالكترونية، ورغم الانغماس في الثورة الرقمية.
مع تنوع وسائل الإعلام وتعدد وسائط الاتصال العالمية مازالت الإذاعة في ألقها من ناحية سهولة وصولها ومن حيث رسالتها الإعلامية الإعلانية والاجتماعية والإخبارية، وما تخصيص يوم عالمي للاحتفاء بها والذي صادف ١٣من الشهر الجاري إلا تأكيد على هويتها المتميزة وأهميتها ومازالت ذاكرتنا تحتفظ بكنوز ثمينة من المقابلات والحفلات والأغاني لهذه لإذاعة العريقة وشريط من الذكريات اقترن بإشارة نشرة الأخبار من إذاعة دمشق.
عين المجتمع – رويدة سليمان