الثورة أون لاين – عائدة عم علي:
نظمت مؤسسة القدس الدولية – سورية بالتعاون مع اللجنة الشعبية العربية السورية لدعم الشعب الفلسطيني ومقاومة المشروع الصهيوني وفصائل المقاومة الفلسطينية اليوم محاضرة حملت عنوان ” العلمانية والسياقات التاريخية ” للدكتور نبيل طعمة عضو أمناء مؤسسة القدس الدولية ” سورية ” ، وذلك في مركز ثقافي ” أبو رمانة ” بدمشق .
وأوضح الدكتور طعمة في سياق محاضرته أن العلمانية هي طريقة تفكير تعتمد العقلانية ، وتحاور الحياة وتعمل لها ، وكلما تنوع المجتمع وتعددت أديانه وطوائفه ومذاهبه كانت الضرورة بتطبيق العلمانية .
وقال إن العلمانية لا تعني الإلحاد ، والباحث المدقق في تعاليمها يجد أنها حملت للإنسانية إيجابيات العدل والإنصاف والمساواة بمعايير القوانين الوضعية ، وبظهورها هزمت وهدمت كثيراً من الأفكار الدينية المنتشرة عبر التاريخ ، وحيّدت تعاليمها في كثير من مناطق الكهنوت الديني ، وعززت القيمة الاختيارية في الإنسان الروحي الذي أريد له أن يتمسك بفلسفتي التسيير والتسليم ، مشيراً إلى أن سواد مجتمعاتنا ناقلة أو ناقدة أو معترضة لم تؤمن بالتطور ، وتستند إلى ماضوية النشأة .
وأكد طعمة أن دمشق تعتبر الرائد العربي الفريد في تقديم العلمانية ، والدليل ما يعني أن تكون “اللاييك” في دمشق ، لأن كلمة “اللاييك” تعني العلمانية ، أي إنها لا تعني الإلحاد الذي هو صراع المتدين مع العلم ، لاسيما أن العلمي ينشىء حواراً تكون نتائجه صحاً أم خطأً ، ولأن العلم يقوم على النظرية والفرضية والتجربة .
وقال الباحث إن العلمانية لاتعني فصل الدين عن الدولة وإنما فصل الدين عن السياسة ، فهي حالة تطور وتقدم ومنهجها عمل الإنسان لمخلوق عامودي الشكل ، أفقي الحركة ، ليلتقي بالآخر بالحياة ، لينتج ويبدع ويستفيد مما يراه ، فيعمل على تطويره ، وفي تعريف الفلسفي للعلمانية إنها العلم زائد الواقع لأنه حينما نسقط العلم عن الواقع تبدأ عملية التطوير .
وأشار الباحث إلى أن ما يدعو للأسف هو أن سواد الناقلين للترجمات ولشروحات العلمانية قاموا بتقديمها على أنها إلحاد وإباحية بدلاً من أن يتجهوا إليها ويتمسكوا بها كمنهج عمل ، مؤكداً أن سورية تحمل علمانية المنهج والإيمان بالجوهر ، إلا أن الجميع لم يصل إلى فهم هذه المعادلة ، لكنها قائمة بقوة من ضرورة تمتعنا بالعلمي والاشتغال به .
حضر المحاضرة عدد من قادة وممثلى الفصائل الفلسطينية والأحزاب الوطنية السورية والفلسطينية ، ونخبة من الباحثين والمهتمين وأساتذة جامعات ، وفعاليات ثقافية واجتماعية