الثورة أون لاين – فؤاد العجيلي – سهى درويش :
سنوات الحرب الإرهابية لم تنل من صمود حرفيي مدينة حلب، ورغم كل الظروف الصعبة تجاوز الصناعيون والحرفيون كل المعوقات من خلال تأمين بدائل استمرار عملهم .
• خط إنتاج متكامل
الحرفي عبد الحميد بدور أحد أصحاب الورش في حي كرم القاطرجي والمتخصص بصناعة الألبسة البناتية والنسائية، عاد لورشته ورممها بعد تحرير مدينة حلب ومتابعة إنتاجه والمنافسة في التصنيع على الرغم من ارتفاع أسعار الألبسة، والذي أعاد أسبابه لزيادة تكلفتها على المنتج نتيجة حوامل الطاقة، فالكهرباء غير متوفرة في المنطقة التي توجد فيها ورشته، وصعوبة تأمين مادة المازوت حيث تشغيل الورشة لعشر ساعات يحتاج لخمسين ليتر مازوت، ونقص مادة الغاز والمعاناة أيضاً من تأمين الخيط والمياه كون عمله يتضمن الطباعة على الألبسة ويحتاج إلى كميات من المياه، علماً أن الورشة تنتج قطعة متكاملة تبدأ بالقماش لتخرج قطعة جاهزة.
• خدمات مفقودة
وبيّن بدور أن قوة الإنتاج في مدينة حلب كبيرة ومنح الخدمات يسّهل العمل، فالمنتج بحاجة للمواد الأولية من قماش وخيوط وآلات وكهرباء وكذلك استقرار أسعار المواد، داعياً إلى ضرورة الإسراع بنقل الحرفيين إلى الصالات المخصصة لهم ليسهل عليهم تنظيم العمل وتقليل التكاليف، ونوّه بدور إلى أن الاستمرار في العمل يساهم في دفع عجلة الإنتاج والتصدير إضافة لتأمين فرص عمل واسعة.
• منافسة ولكن!!
عبد القادر حلاق صاحب معمل تريكو والذي عاد لورشته بعد تحرير المنطقة كانت معاناته شبيهة بالآخرين ولكن ذلك لم يمنعه من منافسة البضائع الأجنبية وصناعة أحذية من التريكو بمواصفات قياسية وآلات صناعة محلية بأيادي وخبرات أهل المدينة.
• حلول إسعافية
رئيس اتحاد الحرفيين بكور فرح أوضح أن الاتحاد يعمل ما بوسعه لتأمين مطالب الحرفيين سواء بمخصصات المازوت الصناعي أو الغاز والكهرباء.
وبيّن فرح أن اتحاد حرفيي حلب وبالتنسيق والتعاون مع الاتحاد العام والمحافظة ومجلس المدينة يسعى بالإسراع بتأمين صالات للحرفيين وفتح الاكتتاب على صالات صناعية مؤهلة بمستلزمات العمل لإعادة دوران عجلة الانتاج والتنمية ليس كما كانت فحسب بل أفضل وإعادة الألق لعاصمة الاقتصاد السورية.
وأكد رئيس اتحاد حرفيي حلب حرص الحكومة ودعمها للمنتج الوطني وتوفير مستلزماته ومقومات تطويره، والعمل على تذليل الصعوبات والمعوقات التي يعاني منها الحرفيون خاصة في ظل الظروف الصعبة والتحديات الكبيرة التي تمر بها سورية.
وأشار فرح إلى الاهتمام الكبير الذي يوليه المعنيون للقطاع الحرفي كونه رافعة اقتصادية مهمة تساهم في دوران عجلة الإنتاج رغم الصعوبات والحصار الاقتصادي المفروض على سورية، وقرار مجلس الوزراء والذي طلب فيه من مختلف الوزارات تكثيف التواصل مع الاتحادات والنقابات وتفعيل التشاركية في اتخاذ القرارات التي من شأنها دعم الاقتصاد الوطني، وتحديدا الطلب من وزارة الصناعة التنسيق مع اتحاد الحرفيين لتحديد التسهيلات الواجب تقديمها لدعم الصناعات الحرفية وزيادة دورها في الإنتاج.
تصوير : خالد صابوني
