لا يشرع العدوان الأميركي الأخير على دير الزور الأبواب على المجهول فحسب، بل يرسم بالتوازي عناوين المرحلة المقبلة التي يبدو أنها مرشحة للتصعيد أكثر فأكثر، لا سيما مع تكشف الوجه الحقيقي للإدارة الأميركية الجديدة التي لا تختلف كثيراً عن سابقتها، بل ربما تفوقها بالبلطجة والإرهاب والوحشية.
في أبعاد العدوان دلالات ورسائل أميركية كثيرة، تلتقي جُلها عند التأكيد على أن الولايات المتحدة لا تزال ماضية في استراتيجية الإرهاب والخراب، على اعتبار أن تلك الاستراتيجية هي خيارها وطريقها الوحيدة في التحكم والسيطرة والهيمنة ونهب خيرات وثروات المنطقة والعالم.
أميركا في عهد بايدن قد تتجاوز بطغيانها وبلطجتها كل التوقعات لأن العقل الأميركي بات يدرك جيداً أن أوراق القوة التي تمتلكها الولايات المتحدة في المنطقة والعالم قد احترقت معظمها في ظل تنامي وصعود دول إقليمية ودولية إلى المسرح الدولي، وهذا ما بات يهدد الأخيرة وجودياً كقطب أوحد يعتمد على جنون وغطرسة القوة لإثبات وفرض وجوده وليس كما يدعي على شعارات الحرية والديمقراطية وحقوق الانسان.
كل المعطيات القائمة على الأرض والتي باتت واقعاً راسخاً في عمق المشهد، تؤكد أن محاولات منظومة الإرهاب للعبث بعناوين وحوامل المشهد، سوف تبوء بالفشل وسيكون مصيرها كسابقاتها، وهذا يعود إلى استحالة العودة إلى الوراء وإلى استحالة فرض أي من الشروط والخطوط على الدولة السورية التي تدافع عن كرامتها وسيادتها ووحدتها بدماء وتضحيات أبنائها، وهذا الأمر باتت تعرفه وتفهمه جيداً كل أطراف الإرهاب، خاصة الولايات المتحدة والكيان الصهيوني اللذين يتوازعان الأدوار والوظائف مع شركائهم وأدواتهم ومرتزقتهم.
الدولة السورية ماضية في حربها على الإرهاب وداعميه حتى سحقهم ودحرهم من كامل الجغرافيا السورية، وكل محاولات التصعيد والتسخين من قبل منظومة الإرهاب لن تستطيع أن تفرض واقعاً جديداً في الميدان مهما كانت التكاليف والأثمان باهظة.
حدث وتعليق- فؤاد الوادي