القطاع الزراعي ما كان له ليبقى متماسكاً وقوياً وصلباً وقادراً على تأمين مقومات صمودنا الاقتصادي، وتحقيق أمننا الغذائي .. وما كان له أيضاً ليبقى الوسيلة الأكثر فعالية ونجاعة لمواجهة الحصار الاقتصادي الغربي الجائر على سورية، لولا صمود الفلاح والمزارع والمربي والطبيب البيطري والمهندس الزراعي والعامل، وثباتهم وتشبثهم بأرضهم ومواظبتهم على عملهم وعطائهم وإنتاجيتهم، ليشكلوا مجتمعين لا منفردين صمام أمان “اقتصادي واجتماعي” من نوع خاص جداً.
هذه التوليفة الإستراتيجية والتركيبة النوعية لم تأت من فراغ أو عبث أو ضربة حظ، ولا حتى من توصية أو مخرج أو نتيجة، أو من اجتماع أو ندوة أو ورشة عمل أو زيارة ميدانية “على اختلاف شعاراتها وعناوينها ـ وحجم ومستوى المشاركة فيها”، وإنما من عرق جبين وكد يمين أصحاب الزنود السمراء الذين بصموا وبالعشرة في كل موقع إنتاجي “نباتي ـ حيواني” عملوا فيه، وحالوا من خلاله دون انتقالنا من مرحلة الوفرة إلى حالة الندرة.
واليوم، ومع قفزات الدعم غير المسبوقة التي تقدمها الدولة للقطاع الزراعي بشقيه النباتي والحيواني، أصبح لزاماً على أصحاب القرار الحكومي ـ التنفيذي السير إلى أبعد من مربع الاجتماعات واللقاءات والمحاضرات والندوات وورشات العمل والجولات الميدانية، إلى دائرة تأمين المتطلبات الرئيسية والأساسية والضرورية التي كان ومازال القطاع الزراعي بأمس الحاجة إليها “أسمدة ـ محروقات ـ بذار ـ الأدوية ـ المبيدات ـ القاحات…” في الزمان المناسب والتوقيت المناسب، عندها فقط يمكن تلافي السلبيات، وتذليل الصعوبات والمنغصات، ومواجهة التحديات، وتعزيز الفرص والإيجابيات، للوصول إلى قطاع زراعي واقتصاد زراعي تنموي وتنافسي قولاً وفعلاً وغلة.. وتحقيق الفزعة “بحوث ـ سياسات ـ تخطيط ـ اتحادات ـ نقابات ..” التي يمني بها العاملون في القطاع أنفسهم بها قبل وخلال كل موسم زراعي “إستراتيجي ورئيسي”.
الكنز- عامر ياغي