الأفكار و الإجابات التي طرحها و قدمها رئيس الاتحاد الرياضي العام الأستاذ فراس معلا خلال مقابلته التلفزيونية الأخيرة تؤكد أن المنظمة الرياضية الأم ستعمل على تغيير استراتيجيات العمل في الأندية من خلال دفع إدارات الأندية نحو تأمين استثمارات و هو أمر فهمناه من تأكيدات معلا على أن واجب الاتحاد الرياضي هو دعم المنتخبات و ليس دعم الأندية لأن ميزانية أعلى سلطة رياضية في سورية لا تتجاوز ثلاثة مليارات ليرة سنوياً.
هذا ما يمكن فهمه و استنتاجه من السياق الأول في حديث معلا، بينما يتجه السياق الثاني نحو دفع الأندية باتجاه التخصص و ذلك من خلال التأكيد على أن الأندية التي لا تملك المال ليس مطلوباً منها اعتماد كرة القدم كلعبة تتم ممارستها فيها و لا سيما أن اللعبة الشعبية الأولى تحتاج لأموال طائلة حتى تصل لمستوى تنافسي و بالتالي فمن الأجدر بهذه الأندية (ذات الإمكانات المالية المحدودة) أن تتجه نحو التركيز على ألعاب القوة و ألعاب القوى و غيرها من الألعاب الفردية التي قد تزخر أندية الريف بعدة خامات قادرة على تحقيق إنجازات في تلك الألعاب.
هذان السياقان يؤكدان وضوح الرؤية لدى رأس الهرم الرياضي سواء لناحية تأمين الاستثمارات لممارسة كرة القدم بشكل نوعي في الأندية القادرة على ذلك، أو لناحية تخصص الأندية الريفية بالألعاب الفردية الأخرى، و عليه فإن ما يمكن فهمه من كلام رئيس الاتحاد الرياضي العام هو أن التوجه في رياضتنا سيكون نحو التخصص في الأندية و هو قرار سليم تماماً إن تم تطبيقه على اعتبار أن الاهتمام بلعبة واحدة سيكون أمراً أسهل على إدارة كلّ ناد من الاهتمام بمجموعة كبيرة من الألعاب التي قد تستنزف الجهد و الوقت و المال دون تحقيق أي إنجاز.
ما بين السطور- يامن الجاجة
السابق
التالي