لن نجد غضاضة في أن ننقل الكثير مما يجري في عوالم الحيوانات المفترسة إلى نافذة ما نراه اليوم من مشهد يصل حدّ القرف والاشمئزاز، مستمر في عوائه ونباحه منذ عقد من الزمن وأكثر إذا ما أردنا أن نبحث في جذور تلك المجترات التي وضعت نفسها في خدمة سيدها ومشغلها الصهيوني والأميركي.
بل ربما سنكون حسب نواميس الطبيعة ظالمين لكلاب الحراسة التي قد تكون حارساً وفياً أميناً لمن يطعمها ويعمل على تدريبها بينما في عوالم حراسة النباح والتضليل الإعلامي ثمة مفارقات وكبائر برزت في غضون الحرب العدوانية المستمرة على سورية وكان العواء الإعلامي وما زال من أدواتها الرخيصة.
نعرف أنهم لم يتعبوا من الكذب والنفاق، وكل يوم يبتكرون أدوات جديدة، يضخون آلاف الأكاذيب عبر سمفونية متناغمة يقودها مشغل صهيوني، ويعزف نشازها ونتنها الإعلام الرخيص، ومشتقات الفضاء الأزرق الذي وضع نفسه في الخدمة أيضاً، ليجهد آخرون ليسوا سوى ذيل من ينبح على اجترارها وجعلها كرة تتدحرج حسب استطاعتهم، هذه الحال إن دلت على شيء فإنما تدل على عمق الهزيمة العسكرية والثقافية التي لحقت بالعدوان، وعلى أنهم (المشغلون) في لهاثهم الأخير يعرفون أن موازين القوى لم تكن في يوم من الأيام إلا لصالح الشعوب التي تناضل من أجل كرامتها وحريتها، ومع ما يعمل العدو على زجه في ساحات المعارك والعدوان، وهو متبدل ومتغير، لكنه في محصلة النهايات سينتهي ويندحر كما سوابقه.
لقد خبر السوريون ضروب التضليل الإعلامي، وفككوا أدواته وشيفراته، واستطاعوا مواجهة امبراطوريات إعلامية كبيرة، وهم اليوم أيضاً قادرون على مواجهة نوافذ النباح الجديد الذي انتقل إليه الإرهاب، وهو يطالعك كل دقيقة، ولو ظلّ هذا العواء دهراً فمصيره الإفلاس وصمت النابح ومشغله.
من نبض الحدث- ديب علي حسن