الثورة أون لاين – دينا الحمد :
العدوان الصهيوني على محيط العاصمة دمشق كما غيره من سلسلة الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة ، التي تتزامن عادة مع الاعتداءات الأميركية أو تأتي بعدها مباشرة ، جاء بعد العدوان الأميركي الغادر على دير الزور ، أي إنه حلقة في توزيع الأدوار الإرهابية بين واشنطن والكيان المحتل ، رغم فشل هذه الاعتداءات في تحقيق أهدافها وإسقاط صواريخها على يد بواسل دفاعاتنا الجوية .
فالمحتل الأميركي شأنه شأن المحتل الإسرائيلي في كل خطوة تصعيدية وهجوم إرهابي ، فهما يسعيان إلى تقديم جرعة إضافية من الدعم لتنظيمات الإرهاب المنهارة من جهة ، وإعادة إنتاج بعضها مثل داعش المتطرف من ناحية أخرى ، ففي كل مرة كان يتقدم فيها الجيش العربي السوري ويحرر أراضيه من الإرهابيين كانت إسرائيل وأميركا تشنان في أعقاب ذلك مباشرة العدوان العسكري على سورية ، كي تعوضان ما خسرتاه .
كما يأتي العدوان الصهيوني ليحقق هدفاً آخر وهو إرسال رسالة بأن الإدارة الأميركية الجديدة برئاسة جو بايدن التي تدعي في تصريحاتها أن لديها مقاربة جديدة لأزمات المنطقة ، وتزعم أنها تبتعد عن سياسات ترامب المتهورة ، وتسعى لحلحلة الأزمات في المنطقة وحلها بالتفاوض ، ليست إلا نسخة عدوانية مطورة عن سابقاتها ، وهي تنسق بشكل مباشر مع الكيان الغاصب ، وما عدوانها على دير الزور ثم الإيعاز للكيان الصهيوني بالقيام بعدوان آخر إلا الدليل على ذلك .
كما أن هذا العدوان على محيط العاصمة دمشق يهدف إلى تحقيق انتصارات وهمية بعد فشل سياسات منظومة العدوان في حصار السوريين واحتلال أرضهم ، وخصوصاً أنه جاء بعد يومين من قيام الطيران الحربي الأميركي بشن عدوان غادر على سيادة سورية في محافظة دير الزور وفي ظل دعم وحماية الإدارات الأمريكية المتعاقبة وبعض الدول الغربية للكيان الغاصب والتغطية العمياء لاعتداءاته المتكررة .
لقد أكدت سورية أن منظومة العدوان بقيادة واشنطن مازالت ماضية بممارسة التضليل وقلب الحقائق لإخفاء مسؤولية الكيان الإسرائيلي عن نهجه العدواني الخطير وممارسته لإرهاب الدولة ودعمه المستمر للمجموعات الإرهابية المسلحة ، لكن الحقائق لا يمكن أن تغطى بغربال ، فهذا التضليل بات مكشوفاً للعالم كله الذي يدرك طبيعة المحتلين والغزاة العدوانية ويعرف تفاصيل جرائمهم بحق السوريين وتجويعهم وحصارهم .
بقي أن نقول إن عدوان الكيان الإسرائيلي على محيط دمشق وقبله العدوان الأميركي على دير الزور لن يثنيا الشعب السوري عن تحقيق هدفه بالقضاء على الإرهاب وتحرير أرضه من الغزاة والمرتزقة ، ولن ينجحا في التستر على جرائم المحتلين ، فالسوريون وجيشهم الوطني ماضون بتحقيق إرادتهم وهدفهم مهما كلفهم ذلك من تضحيات