الثورة أون لاين – لميس عودة :
منذ شنت الحرب الإرهابية على سورية ، فتح رعاة الإرهاب الحدود الإقليمية على مصراعيها ليتسلل منها كل شذاذ الفكر التكفيري التخريبي ، وكان الغرب الاستعماري ولم يزل منخرطاً بدعم الفصائل الإرهابية وتمويلها والإشراف على تدريبها ومدِّها بكل وسائل إجرامها ، عدا عن الفبركات المسرحية التي خصص لها الغرب مختبرات لصناعتها وتسويقها ، إضافة للتضليل المتعمد الذي أعطاه حيزاً واسعاً في وسائل إعلامه لحرف الحقائق والتغطية على الممارسات الإجرامية التي ترتكبها أدواتها القذرة خلال الحرب الإرهابية .
فرنسا تتصدر دول الغرب الانتهازي التي سارت في ركب التبعية الأميركية ، وأمعنت في الغرف من قناة الإرهاب وجرائمه بحق الشعب السوري طمعاً بفتات استعماري كانت تلهث لتحصيله ، وعدد مواطنيها الإرهابيين المشاركين في الأعمال الإرهابية ليس سراً ولا يمكنها حجبه بغربال دجل أو مواربة ، أو الادعاء بعكس حقيقته وإن حاولت الإيهام بكل فجور أن لديها معتقلات فرنسيات لدى سورية كما زعمت صحيفة اللوموند الفرنسية ، بينما الحقيقة الصارخة تؤكد أن مواطناتها الإرهابيات المنضويات تحت راية تنظيم داعش التي تريد الاتجار بقضيتهن هن معتقلات في سجون ميليشيا “قسد” الذراع الإرهابية للولايات المتحدة .
حتى اللحظة الراهنة تحاول فرنسا اللعب بأوراقها المحروقة والاتجار القذر بقضية حقوق الإنسان ، وتعويم الأباطيل على سطح مشهد مشاركة عدد كبير من إرهابييها في الجرائم المرتكبة بحق الشعب السوري ، لكن الحقائق بينة ، والانغماس الفرنسي في لعبة الشرور الإرهابية جلي وواضح ، ولن تخفيه تصريحات كاذبة ولن تستره أوراق تمويه وتعمية سقطت منذ زمن ، كاشفة فظائع الممارسات الغربية بحق السوريين .
لسنا بوارد الاستفاضة بالممارسات الفرنسية ووقوف حكوماتها على ضفة الباطل الإرهابي ، ولكننا نقصد التنويه والتذكير بما تحاول حالياً وسائل الإعلام الفرنسية الادعاء بعكسه ، وهنا على عجالة نشير إلى أرقام معلنة ومعترف بها من قبل مسؤولين فرنسيين ، إذ تتصدر فرنسا قائمة الدول الأوروبية الأكثر تصديراً للإرهابيين الأجانب في صفوف تنظيم داعش الإرهابي ، وبات الهاجس الكبير لفرنسا هو كيفية منعهم من العودة إلى أراضيها كونهم قنابل موقوتة .
يشار إلى أن وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان أعلن في 30 أيار 2019 بأن ما يقارب من 450 فرنسياً انضموا إلى تنظيم داعش الإرهابي ، محتجزون لدى ميليشيات “قسد” أو في مخيمات للاجئين في مناطق سيطرة تلك الميليشيا ، وأفادت وزارة الخارجية الفرنسية أيضا بأن هناك 100 إرهابي آخرين مازالوا في إدلب في صفوف جبهة النصرة الإرهابية .
أما الحكومة الفرنسية فقد سبق واعترفت بأنها تفضل القضاء على الإرهابيين الفرنسيين في أرض المعركة أكثر من عودتهم ، وفى هذا الإطار صرحت في وقت سابق فلورنس بارلي وزيرة الحرب الفرنسية “إذا قضى على الإرهابيين الفرنسيين في هذه المعارك ، سأقول إن هذا أفضل” ، فعلى أي حبال أكاذيب مهترئة تحاول فرنسا اللعب المفضوح ؟!.
كل ما يتشدق به الغرب الاستعماري وفي مقدمتهم فرنسا في هذا المجال أصبح مفضوحاً لا تستره عورات الدجل والخداع بتصريحات ممجوجة ، ولا تداري أكاذيبهم ورقة ديمقراطياتهم المسمومة التي يركبون موجتها عندما يريدون الصيد في عكر الإرهاب لتحقيق أطماعهم ومصالحهم ، فالغرب لا ينفك ينبري للتبجح بالأكاذيب وكيل الاتهامات الباطلة وصياغة سيناريوهات عارية عن الصحة لشرعنة تدخل سافر وغير شرعي في شؤون الدول التي تحارب إرهابييهم ، كما جرى لمرات عديدة ويجري للحظة الراهنة في سورية