لحظة بلحظة ..

وحدها الدهشة والحيرة مع إطلاق أسئلة يتبعها إشارات استفهام عدة هي لاشك تمهيد لإجابات غير مقنعة أبداً، أصبح إطلاقها بمثابة سمفونية صاخبة تصاحب مواطناً اعتاد القيام بجولة يومية على أسواق تزخر بشتى السلع والأصناف بأشكالها وألوانها، إلا أنها تبدو بعيدة عنه كل البعد رغم حاجته الماسة إليها كضرورة معيشية يومية غذائية أو استهلاكية أو غير ذلك.

إذ أن قدرته الشرائية محدودة للغاية وتكاد تصبح شبه معدومة في ظل واقع معيشي صعب جداً، وتجار سوق وباعة غابت عنهم الضمائر، ليجسدوا أبشع أشكال الاستغلال ويثبتوا تميزهم بأنهم حيتان لاتشبع.

فالمعادلة تبدو صعبة ومعقدة، ولامجال فيها لأي حلول، إذ كيف يجاري مواطن بدخل بسيط الارتفاع الجنوني للأسعار التي باتت وكأنها في حالة غير مسبوقة، فهي في سباق لم يعد يومياً بل أصبح يعتمد الآنية وترقب أسعار الصرف لحظة بلحظة ليزيد التاجر أسعار مواده وفق مزاجية تحكم مصلحته وربحه حتى بالرغم من أن سلعه وبضاعته مكدسة في محله وبسعر شراء قديم وليس بجديد.

ومسكين هو هذا المواطن الذي بدا لاحول له ولاقوة في المواجهة، ويئن تحت ضغط الظروف الصعبة ومشقة تأمين احتياجاته، والتي باتت عبئاً ثقيلاً تؤرق ليله قبل نهاره، وحتى بأبسط أشكالها لم يعد له قدرة على تأمينها، لدرجة أنه أصبح يقنع نفسه بأن جولته اليومية على السوق تحولت من جولة تسوق إلى حب اطلاع ولا شيئ أكثر.

الملفت أيضاً في ميدان الأسواق وعشوائيتها هو التباين الواضح في مشهد التسوق، فكما أن هناك من ضعفت قدرته الشرائية وحتى أعلن عجزه عن تأمين احتياجاته ليدونها في سجل الأحلام المؤجلة، هناك بالمقابل من يملكون القوة الشرائية الواضحة ويتسوقون من كل السلع والبضائع.

ومع كل التباين ومع واقع سوق يومي واضح للعيان، لايحتاج أدلة وبراهين تؤكد قساوته، تبقى الأسئلة المتداولة، أين هو دور الجهات المعنية في ضبط حالة الأسواق، ولماذا تغيب الرقابة عن أسعار يتم تجاوزها من قبل الكثيرين وترتفع بين ساعة وأخرى لتسجل أرقاماً قياسية، في الوقت الذي تتزايد فيه التأكيدات على ضرورة المتابعة وتكثيف الجهود لضبط الأسواق واتخاذ كل ما من شأنه تحسين الخدمات المقدمة للمواطنين.

حديث الناس – مريم إبراهيم

آخر الأخبار
رقابة غائبة وتجار متحكمون.. من يدير الأسواق والأسعار؟ الخريجون الأوائل من الجامعات  للتعيين المباشر في المدارس   تأهيل ثلاث مدارس في ريف دير الزور  التنمية الإدارية تنشر قوائم تضم 40,846 مفصولاً تمهيداً لإعادتهم إلى العمل  تحالف للاقتصاد السوري السعودي.. د. إبراهيم قوشجي لـ"الثورة": لا يخلو من التحديات ويفتح أسواقاً جديد... "أوتشا": خطة إسرائيل لاحتلال غزة تنذر بكارثة إنسانية   الصناعة والتجارة الأردنية: 200إلى 250 شاحنة تدخل سوريا يومياً تعرفة الكهرباء الموجودة..  بين ضغوط "التكاليف والإمكانات"   الاتفاقية السورية- السعودية خطوة استراتيجية لإعادة تنشيط الاقتصاد الوطني  "إدارة الموارد المائية في ظروف الجفاف بمحافظة اللاذقية" تحديث منظومة الضخ من نبع السن وتنفيذ محطات ... مرسوم  بتعيين إبراهيم عبد الملك علبي مندوباً دائماً لسوريا في الأمم المتحدة  نيويورك تايمز: جرائم نظام الأسد تغيّب مئات الأطفال في متاهة السجون ودور الأيتام الحالة الوطنية الجامعة وتعزيز مبدأ الانتماء والهوية أرقام مبشرة في حصاد ما أنجزته "الزراعة" منذ بداية 2025 تكريم الطالبة مها الدوس بدرعا لتفوقها في شهادة التعليم الأساسي "أوقاف درعا الشعبية" تدعم المستشفيات وجرحى أحداث السويداء تطوير منظومة النقل في حلب وتنظيم قطاع المركبات الزراعة بريف حلب بين التحديات والفرص ارتفاع كبير ومفاجئ للأسعار في أسواق طرطوس.. والرقابة غائبة! "شفاء 2".. يداً بيد لتخفيف معاناة المرضى .. 100 طبيب سوري مغترب لتقديم الرعاية الطبية والجراحية المج...