لم ينتظر الرئيس الأميركي الجديد جو بايدن طويلاً حتى بدأت مساحيق التجميل التي طمس بها وجه إدارته سريعاً بالذوبان، وهو الذي حاول جاهداً ومنذ اللحظة الأولى لوصوله إلى البيت الأبيض إخفاء أجندة بلاده الإرهابية ليكشف مجدداً عن صورة أميركا الحقيقية التي باتت معروفة للجميع.
فسياسات إدارة بايدن التي تتطابق كلياً مع الإدارة الأميركية السابقة، باتت تؤكد ذلك، ليس على صعيد مواصلة الحرب الإرهابية على سورية فحسب، بل على صعيد مواصلة استراتيجية التفجير والتصعيد في مناطق عديدة من العالم ، لاسيما ضد الدول الفاعلة والمؤثرة في المنطقة والعالم و التي تقف عائقاً في وجه المشاريع والمخططات الاستعمارية الأميركية.
كل القرارات والمواقف والممارسات التي تقوم بها إدارة بايدن، تعكس وتجسد حقيقة أن الولايات المتحدة الاميركية لم تعد بمقدروها التخلي لحظة واحدة عن الإرهاب والغطرسة والطغيان والعدوان، وذلك لسببين أساسيين، الأول هو أنها بنت استمراريتها كإمبراطورية عظمى على القوة والإرهاب والقطبية والغطرسة والعدوان.
أما السبب الثاني فلأنها نشأت وقامت على العنصرية والإرهاب والقتل والدماء وأشلاء الأبرياء، بدءاً من الهنود الحمر أصحاب الأرض الحقيقيين، وليس انتهاء بملايين الأبرياء الذين قتلتهم في عموم المنطقة والعالم.
السلوك الأميركي بوجهه الجديد القديم المتخم بسياسات الإرهاب والتصعيد، لم يعد يرسم ملامح المرحلة المقبلة فحسب، بل بات يرسم عناوين المشهد بأكمله خلال القادم من الأيام، حيث بددت إدارة بايدن وخلال وقت قياسي كل مناخات التفاؤل التي حاول البعض التفكير بها، وإضفاء مناخات أكثر تشاؤمية من ذي قبل وتشريع الأبواب على المجهول.
حدث وتعليق- فؤاد الوادي