تمر الذكرى الثامنة والخمسون لثورة الثامن من آذار هذا العام، ومسيرتها ومسارها الإيجابي جعل من بلدنا تمتلك القدرة على الانتصار تلو الآخر، والدليل أن سورية مستمرة اليوم في صنع انتصار تاريخي على كل قوى العدوان والإرهاب والصهيونية والتبعية.
فما يشهده بلدنا اليوم من حرب وحشية حشد فيها أعداء العرب كل ما لديهم من أدوات قديمة وحديثة ليس إلا تأكيد على أهمية ثورة آذار ودورها في المواجهة وفي صناعة تاريخ يليق بالعروبة وحضورها المتميز، فلو أن عصر آذار كان هامشياً لما جند الأعداء وحوش الأرض من المرتزقة الإرهابيين من أكثر من ثمانين دولة للعدوان على سورية، ولما صرفوا كل هذه الأموال إضافة إلى جهود التضليل الإعلامي والحروب الاقتصادية والدبلوماسية والنفسية في محاربة حصن آذار والبلد الذي يشع منه أمل نصر العروبة، وإعادة بعث دورها من جديد، وكان أهم انتصار لهذه الثورة هو انتصار على نفسها وتصحيح مسارها بالحركة التصحيحية وعطاء القائد المؤسس حافظ الأسد واستمر من بعده السيد الرئيس بشار الأسد.
إن فشل هذه الحرب في تحقيق أهدافها يعزز يقيننا بأن شعبنا ودولته الوطنية على حق، وأن حماية البناء الذي تم رفعه بجهود أبناء هذا الشعب ضرورة مصيرية، وأن تطويره وتجديد مفاعيله توجه أصيل يستند إلى طبيعة الفكر الوطني والقومي، كل هذا يعزز ثقتنا بالنصر، وبقدرة جيشنا الباسل على الدفاع عن الوطن وعن المشروع الوطني القومي الذي ندافع عنه بكل ما نملك، وقد أصبح قائد الوطن السيد الرئيس بشـار الأسـد رمزاً وطنياً وقومياً وعالمياً لكفاح الشعوب من أجل حريتها واستقلالها في مواجهة أعتى ما لدى قوى الاستعمار الحديث والصهيونية وأتباعها الرجعيين من أدوات الإرهاب والقتل والتدمير.
فعلى الرغم من الصعوبات التي تواجهنا إلا أن ثورة الثامن من آذار قد حققت أهدافها الإيجابية معتبرة أن الثورة لا تقوم في لحظة واحدة وإنما هي عملية تحويل طويلة ومستمرة لعناصر الحياة الاجتماعية سياسياً وثقافياً واقتصادياً فالمعيار لنجاح الثورة قدرتها على اللحاق بقطار الواقع السريع وقيادته من محطة إلى أخرى بنجاح.
واليوم تمر ذكرى ثورة الثامن من آذار وسورية شعباً وجيشاً وقيادة تزداد صموداً وثباتاً وثقة بالنفس نحو تحقيق الانتصار على الإرهاب والتآمر الدولي والإقليمي وأدواته ليبقى الوطن موحداً وعزيزاً ومصوناً وتتواصل المسيرة نحو تحقيق الأهداف في التحرير والتطور والتقدم.
حديث الناس- اسماعيل جرادات