ثورة آذار .. نقلة نوعية في تاريخ سورية السياسي

الثورة أون لاين – عبد الحميد غانم :

شكلت الثورات الاجتماعية والسياسية والعلمية منعطفاً هاماً في مسيرة الحياة الإنسانية ، لما لها من أثر كبير في حياة البشر وتطورهم ، وما أضافته من اكتشافات واختراعات وأفكار جديدة أسهمت في ارتقاء الحضارات .
وثورة الثامن من آذار التي قامت بها قواعد حزب البعث العربي الاشتراكي في الثامن من آذار عام 1963 ، من بين تلك الثورات العظيمة التي أسهمت في بناء الإنسان والوطن السوري ، وانتشلت المجتمع السوري من براثن الجهل والتخلف والمرض ، وحررت فكره من أمراض الماضي والواقع ، وخلصته من أخطبوط الاستعمار ، وشكلت ولاتزال منعطفاً هاماً في تطور سورية ونداء حضارتها .
إن ما يميز الثورة ، بما تمتلكه من علم ومعرفة ، وتمثل حالة متقدمة في الوعي ، ضمن المجتمع الذي تعيش فيه هو الوعي المتقدم لمشكلات مجتمعها ، ما يحملها باستمرار مسؤولية تاريخية ، تتمثل في الإسهام في تجديد الفكر بما يخدم مشروع التقدم والنهضة في البلاد ، ذلك يعني أن دور الثورة هو عدم الانكفاء ، والتشرنق بالأبراج العالية ، بعيداً عن مجتمعها وآماله وتطلعاته ، وأيضاً عن موروث هذا المجتمع والتقاليد والأعراف التي صنعت تاريخه ، كما قامت بذلك ما ادعته بعض الجهات المتآمرة على سورية عبر القيام بأدوار مشبوهة تمثل أطماع الاستعمار .
فالثورة باعتبارها ضمير وطنها وأمتها ومجتمعها ، عليها أن تتقدم على المجتمع الذي هي جزء من مكوناته ، وإذا لم توفق الثورة في تحقيق هذه المعادلة فإن النتيجة هي عزلتها عن مجتمعها وأهدافها التي قامت من أجلها لرقي المجتمع وتطوره ، وعندها يكون كمن يخاطب نفسه ، ولايحقق أي فعل ، أو حتى صدى ، فيما يطرحه من أفكار ، كما ادعت ما تسمى كذباً وخداعاً “ثورات الربيع العربي” التي جاءت لتحقق أغراض الاستعمار وفرض تبعية العرب للغرب ، في حين كانت ثورة آذار المجيدة وثورات عديدة في العالم الثورة الاشتراكية في روسيا وثورات حركة التحرر العالمية في أمريكا اللاتينية وفي فنزويلا وإيران وآسيا وأفريقيا تناضل في سبيل حرية الإنسان واستقلاله من الاستعمار ، وهي تتابع النضال في فلسطين والجولان السوري المحتل في وجه الاحتلال الصهيوني .
فالثورات الحقيقية هي التي تتبنى آمال وطموحات مجتمعاتها وتدافع عن همومها وأهدافها في النضال نحو غد مشرق ومتطور .
لقد كانت ثورة الثامن من آذار حدثاً مفصلياً مهماً في تاريخ سورية بما حققته من نقلة نوعية على الصعد كافة سياسياً واجتماعيا واقتصاديا .
وقد تمكنت سورية خلال العقود الماضية من عمر الثورة ، من التصدي لمخططات الأعداء وإفشالها ، وهي اليوم تتابع مسيرة الظفر والانتصار بكل قوة وعزيمة وثبات بفضل وعي شعبها وبسالة جيشها وحكمة قيادتها ، وتسطر الملاحم البطولية في مواجهة حرب مركبة تشن ضدها منذ سنوات بهدف النيل من كرامة أبنائها وسيادتها واستقلالها . وهي اليوم تواصل بذل الجهود والتضحيات صوناً لحقوق سورية وحفاظاً على مقومات السيادة والكرامة ، وإصراراً على تطهير أرضنا الطاهرة من رجس المعتدين ، وتنفيذ واجباتنا الوطنية المقدسة في الدفاع عن أمن الوطن والمواطن .
لقد أسست ثورة آذار المجيدة لمرحلة متقدمة في سورية ، انتعشت خلالها كل قطاعات الحياة تطوراً وتقدماً.
كما مثّلت ثورة آذار إحدى المحطات المضيئة في تاريخ سورية والأمة العربية ، بما حققته من إنجازات وطنية وقومية ، وفي مقدّمتها انتصارات حرب تشرين التحريرية ، ورسوخ نهج المقاومة فكراً وعملاً ، وبناء الدولة الحديثة بكل أطرها ومؤسساتها الدستورية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والعسكرية ، لتحوّلها من دولة متأثرة ومرهونة القرار السياسي إلى دولة قوية وذات فعل مؤثر إقليمياً ودولياً.
لقد أضحت سورية اليوم ، بعد 58 عاماً على ثورة آذار ، عصية على الأعداء وعلى كل من يحاول الاعتداء عليها سواء أكان الاحتلال الأمريكي أو التركي الأردوغاني أو الصهيوني إو المجموعات الإرهابية التي تمولها تلك الأطراف بالتعاون مع جهات وأنظمة عربية رجعية .
وتتواصل إنجازات ثورة آذار اليوم بوتيرة أسرع وأقوى من ذي قبل ، وأكدت انتصارها على التحديات والصعاب التي برزت أمامها ، فشكلت حجة واضحة ودامغة على كل الأطراف التي حاولت التشكيك بفكرها وتطورها وبطلان ادعاءاتهم وأضاليلهم الكاذبة التي حاولت عبثاً المساس بصدقية الثورة وأفكارها ومسيرتها النضالية التي تشكل نبراساً للأجيال للاقتداء بفكرها وإضافاتها المتميزة في التقدم والنهوض الحضاري للأمة ولسورية الدولة والشعب والقيادة والدور السياسي والحضاري .
لقد أحدثت ثورة آذار المجيدة نقلة مهمة في تاريخ سورية الحديث السياسي والاقتصادي والاجتماعي ، وجعلت سورية دولة فاعلة – لا منفعلة كما كانت قبل الثورة ، دولة قوية قادرة على النهوض بمتطلبات شعبها ، والتصدي للتحديات والأطماع الخارجية

آخر الأخبار
السفير الضحاك: عجز مجلس الأمن يشجع “إسرائيل” على مواصلة اعتداءاتها الوحشية على دول المنطقة وشعوبها نيبينزيا: إحباط واشنطن وقف الحرب في غزة يجعلها مسؤولة عن مقتل الأبرياء 66 شهيداً وأكثر من مئة مصاب بمجزرة جديدة للاحتلال في جباليا استشهاد شاب برصاص الاحتلال في نابلس معبر جديدة يابوس لا يزال متوقفاً.. و وزارة الاقتصاد تفوض الجمارك بتعديل جمرك التخليص السبت القادم… ورشة عمل حول واقع سوق التمويل للمشروعات متناهية الصغر والصغيرة وآفاق تطويرها مدير "التجارة الداخلية" بالقنيطرة: تعزيز التشاركية مع جميع الفعاليات ٢٧ بحثاً علمياً بانتظار الدعم في صندوق دعم البحث العلمي الجلالي يطلب من وزارة التجارة الداخلية تقديم رؤيتها حول تطوير عمل السورية للتجارة نيكاراغوا تدين العدوان الإسرائيلي على مدينة تدمر السورية جامعة دمشق في النسخة الأولى لتصنيف العلوم المتعدد صباغ يلتقي قاليباف في طهران انخفاض المستوى المعيشي لغالبية الأسر أدى إلى مزيد من الاستقالات التحكيم في فض النزاعات الجمركية وشروط خاصة للنظر في القضايا المعروضة جمعية مكاتب السياحة: القرارات المفاجئة تعوق عمل المؤسسات السياحية الأمم المتحدة تجدد رفضها فرض”إسرائيل” قوانينها وإدارتها على الجولان السوري المحتل انطلقت اليوم في ريف دمشق.. 5 لجان تدرس مراسيم و قوانين التجارة الداخلية وتقدم نتائجها خلال شهر مجلس الشعب يقر ثلاثة مشروعات قوانين تتعلق بالتربية والتعليم والقضاء المقاومة اللبنانية تستهدف تجمعات لقوات العدو في عدة مواقع ومستوطنات “اللغة العربيّة وأثرها في تعزيز الهويّة الوطنيّة الجامعة”.. ندوة في كلية التربية الرابعة بالقنيطرة