الثورة أون لاين – ديب حسن
على عتبات الأيام القليلة التي تفصلنا عن ورشة العمل التي تقيمها مؤسسة الوحدة للتحول إلى الإعلام الرقمي ، لابد من طرح الكثير من الأسئلة التي بالتأكيد ستجد بعضاً من الإجابات من خلال تبادل الآراء في هذه الورشة الإثرائية ..
عن الجاهزية ..
لا ضير أن نستعير من أمثالنا العامية مدخلاً للحديث عن الجاهزية .. يقولون .. من يريد أن يكون جمَّالاً ( صاحب قافلة الجمال ) لابد أن يعلي عتبة بيته ..
والمعنى نفسه يقدمه مثل آخر .. من يريد أن يشتري الحصان فليحضر المكان ..
ونحن الآن لا نريد أن نشتري ولا أن نكون جمَّالين .. لأننا فعلاً دخلنا ذلك تماما .. والسؤال : ماذا عن جاهزيتنا لذلك ؟
الإجابة تعني أن نتحدث عن بنية تعدها المؤسسات الإعلامية التي تتحول إلى الإعلام الرقمي ..
يمكننا ببساطة أن نشير إلى أنه في جريدة الثورة على سبيل توجد جاهزية جيدة .. فعدد الحواسيب التي يعمل عليها الزملاء في الجريدة جيد .. ونقاط الإنترنت تصل إلى كل مكتب ودائرة وقاعة ..
ناهيك بما لدى الزملاء من حواسيب وأجهزة محمول ذكية ..
هذا ضمن بيئة العمل الحاضنة التي نعمل منها .. يعني
وجود مستلزمات العمل كافة .. شبكات .. كهرباء .. إلى ما في ذلك .
السؤال الذي يمكن أن يطرح : هل الإعلام الرقمي يدار ويبث من المؤسسة فقط ؟
بالتأكيد : لا .. والا لظل كما الورقي ..من البيت والشارع والنادي والوادي والحافلة .. من كل مكان ..هذا يتطلب أن تكون البيئة جاهزة تماماً .. شبكات .. كهرباء إلى ما في المتطلبات ..
لن نقدم إجابة فالحال معروف تماماً وباختصار .. لولا الحرب العدوانية والحصار الجائر على سورية لكانت الجاهزية أكثر تطوراً حتى من الدول الغربية وذلك حسب ما كان يرسم ويعد من خطط تم تنفيذ الكثير منها .
وأيضا يجب القول أن الاستمرار في تطوير وإعداد الجاهزية مستمر من خلال توسيع الاشتراك في بوابات الشابكة .
وبغض النظر عن أحوالها وضعفها وانقطاعها لكنها خطوة مهمة جداً ..
والحديث عن التيار الكهربائي وغير ذلك معروف أيضا ولكن أسبابه لن تبقى إلى ما لانهاية .
لكن ثمة تحديات ولو كانت مؤقتة لابد من طرحها فعلى سبيل المثال يعمل الزملاء في منازلهم من خلال البوابات أن وجدت لديهم وقد يضطرون الى استخدام نظام الوحدات ما يرهقهم مادياً تماماً .. قد يقول أحد ما .. هناك اشتراك عن طريق اتحاد الصحفيين .. ولكن هذا أيضا له تبعاته المالية ونعرف ما هي ظروف الجميع .
هذه نقطة يجب أن تعالج تماماً ونظن أن ثمة حلولاً كثيرة يمكن أن تكون وهي لا تكلف كثيراً ..
واذا تركنا صانع الرسالة الرقمية الذي هو الصحفي أو الإعلامي .. وانتقلنا إلى المتلقي أي من نستهدفه بالرسالة وهو أولاً المواطن السوري .. ما حاله وواقعه ..؟
ما ينطبق على الإعلامي في منزله ينطبق على المتلقي إلا أن الإعلامي يعمل من خلال ما يتوفر له .. لكن المتلقي الذي نستهدفه لن يكون خلال ساعة أو ساعتين من توفر الشبكة مع الكهرباء مشغولاً بمتابعة الإعلام الرقمي .. سيقفز إلى مواقع التواصل الاجتماعي ومشتقاتها ..أو إلى متابعة نشرة أخبار أو مسلسل ما ..
فما العمل لاستقطابه إلى رسالتنا الإعلامية سواء كانت عبر موقع أو جريدة إلكترونية أو تطبيقات الشابكة الأخرى ..
بصيغة أخرى .. لدى المتلقي الافتراضي ساعتان على الأكثر تتوفر فيهما فرصة التلقي .. ما هي حصتنا منها .. ما العمل وكم من الوقت نستغرق حتى نصل إلى نسبة مقبولة ؟
طبعا سيقول الكثيرون الثقة .. الجذب وهذا صحيح وهنا مكمن العمل ..
خلاصة القول نحن أمام فضاء لا حدود له .. مجراته هائلة .. لكن ثقوبها السوداء بلا حدود إيضا فكلما سدت ثغرة انبثقت ثغرات .. لكننا اقتحمناه وعلينا ألا نعود القهقرى وألا نفكر بطرق تقليدية ترضي هذا وذاك . تحابي .. تقرب من لايستحق ، وتبعد من يعمل .. فضاء مفتوح على مداه ونحن أجنحة العمل فلتكن الأجنحة مع كل ريشة وزغب فيها تعامل كما محرك الطائرة ..
الأيام بيننا