الثورة أون لاين- فردوس دياب
حملت الحرب الإرهابية الكثير من الويلات والمآسي على الشعب السوري، فقد اكتوى بنارها كل السوريين دون استثناء فلا يكاد يخلو بيت من حكاية ألم ووجع خلفتها سنون الحرب الإرهابية الشرسة.
لقد حصدت الحرب الإرهابية في طريقها البشر والشجر والحجر ولم تترك شيئا من بنية ومقومات الدولة السورية إلا واستهدفته بوحشيتها وإجرامها بهدف تدميرها وتفكيكها وقتل حاضرها وتاريخها ومستقبل أبنائها، خاصة وأن الدولة السورية كانت في ذروة تطورها ونمائها في ظل القيادة الحكيمة للسيد الرئيس بشار الأسد.
ولعل من أبرز ضحايا الحرب على سورية كانت المرأة السورية التي استهدفها الإرهاب بشكل منظم انطلاقا من مكانتها العظيمة ودورها الكبير في الأسرة والمجتمع، حيث تعرضت لشتى أنواع العنف والانتهاكات والممارسات الوحشية في المناطق التي احتلتها التنظيمات الإرهابية، ناهيك عن الاثار النفسية التي تركتها الحرب على آلاف النساء اللاتي استشهد أبناؤهن أو أزواجهن، أو فقدن أحداً من أقاربهن، بالإضافة إلى آلاف النساء اللواتي هجرهن الإرهاب وطردهن مع عائلاتهن من منازلهن وقراهن ومدنهن، سواء إلى خارج البلاد، أو إلى مناطق ومدن وقرى كانت أكثر أمانا كونها كانت بعهدة الجيش العربي السوري الذي قدم الكثير من التضحيات لإنقاذ تلك العائلات من براثن الإرهاب.
وبحسب بيانات وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل فقد بلغ عدد الذين هجرهم الإرهاب والتجؤوا الى المناطق الامنة الداخلية التي تقع تحت سيطرة الدولة السورية (4850000) مهجر، يقيم منهم في مراكز الإقامة المؤقتة الحكومية (160000) مهجر، وعند الأهل والأقارب أو في مساكن مستأجرة بديلة حوالي (4400000) مهجر، تتراوح نسبة الاناث من بينهم (55-60%) وقد بذلت الدولة السورية جهودا كبيرة لمساعدة هؤلاء المهجرين وتمكينهم من مواصلة حياتهم بشكل طبيعي ريثما يعودون إلى منازلهم وقراهم ومدنهم بأمان .
لقد تعرضت النساء في المناطق التي احتلتها التنظيمات الإرهابية الى ارتكابات جسيمة كالخطف والاغتصاب والقتل والتمثيل بالجثث وبقر البطون واستخراج الاجنة وقطع الرؤوس وهو امر تفاخرت به المجموعات الإرهابية وصورته ونشرته بهدف ترويع المواطنين وضرب معنوياتهم وروحهم الوطنية.
وقد سعت الدولة والحكومة السورية إلى احتواء هذه الانتهاكات التي تعرضت لها النساء من قبل التنظيمات الإرهابية وقدمت كل ما يلزم لإبقاء الأسرة السورية متماسكة وقوية ومن خلال جملة من الإجراءات الاحترازية والعاجلة، والتي كان أهمها أنها استقبلت ضحايا العنف الارهابي من النساء في مراكز رعاية خاصة تابعة لوزارة الشؤون الاجتماعية والعمل ، وكذلك مساعدة النساء اللواتي أصبحن المعيلات الوحيدات لأسرهن.. ولابد أن نذكر هنا ان جميع النساء العاملات اللاتي يعملن في المؤسسات التي دمرها الإرهاب مازلن يقبضن رواتبهن دون انقطاع، كما سمحت الحكومة لبعض النساء العاملات بالالتحاق بأقرب مركز عمل قريب إلى مركز إقامتهن في حال كان ذلك ممكناً، كما قامت الدولة السورية بصرف تعويضات لأسر ضحايا الأعمال الإرهابية، كما أدرجت مشاريع منتجة للنساء المهجرات وخاصة معيلات الاسر ،وإعطاء الأولوية في توزيع المساعدات للأسر التي تعيلها نساء.
كما لايغيب عن الأذهان العائلات التي هجرها الإرهاب إلى خارج حدود الوطن حيث عانت تلك العائلات التي كان معظم أفرادها من الإناث أقسى ظروف التشرد والوجع لاسيما أولئك القاطنين في المخيمات حيث مورس بحقهم أبشع أنواع الانتهاكات والظلم والقهر النفسي والجسدي مع انتشار الأمراض والأوبئة في تلك المخيمات وزادت حالات الخطف والاغتصاب والاستغلال الجنسي وزواج القاصر.